قبل بدء مؤتمر مراجعة اتفاقية حظر الانتشار النووي أمريكا تنجو من انفجار مدمر أعلنت شرطة ولاية نيويوركالأمريكية اليوم الأحد أنها أخلت جزءا كبيرا من ميدان "تايمز سكوير،" الشهير في حي مانهاتن وأغلقت الفنادق والمطاعم، ومنعت المشاة والسيارات من الوصول للميدان، بعد الاشتباه في وجود سيارة ملغومة، وذلك قبل يوم واحد من بدء مؤتمر مراجعة اتفاقية حظر الانتشار النووي الذي يفتتحه اليوم الرئيس الأمريكي باراك أوباما في نيويورك. وقال رئيس بلدية نيويوك مايكل بلومبرج ان قنبلة كانت موضوعة في سيارة في قلب المدينة لم تنفجر، موضحا أنها كانت ستسبب "بحادث دموي جدا" لو انفجرت. وقال بلومبرج "نحن محظوظون جدا لتمكننا من تجنب حادث دموي". وأضاف ان "فريق تفكيك المتفجرات اكد ان السيارة كانت تحوي فعلا عبوة ناسفة".واكد عمدة نيويورك أن القنبلة "يدوية الصنع". وأثار المشهد رعبا في "ميدان تايمز سكوير" الذي يشهد عادة ازدحاما كبير، وقام أحد الفنادق الموجودة في المنطقة بمنع نزلائه من المغادرة مساء أمس الأول، ولم يسمح لأحد بالدخول، بينما سارع مطعم آخر إلى إغلاق أبوابه وإخلاء موظفيه بالسرعة الممكنة. من جهته، قال قائد شرطة نيويورك ريموند كيلي إن القنبلة كانت مكونة من عبوة تحوي غاز البروبان وحاويتين للغازولين واسلاكا ومنبهين واسهما نارية. إلا انه لم يكشف اي تفاصيل حول اتصال هذه القطع ببعضها وما اذا كان المنبهان وبطاريات عثر عليها ايضا، تستخدم صاعقا. وقال عمدة نيويورك ان "الامر يبدو من عمل هواة". ونشر فريق من خبراء المتفجرات في الساحة بينما اغلقت الشرطة عددا من الشوراع المؤدية اليها بعدما ابلغ بائع متجول الشرطة بوجود سيارة يتصاعد منها دخان ومتوقفة في المنطقة. وقد اغلقت الشرطة كل الشوارع المجاورة لهذا الحي الذي يرتاده السياح وهواة المسرح وفيه تقع منطقة برودواي. وفي أول رد فعل للرئيس الأمريكي على الحادث، أشاد باراك أوباما بالطريقة التي تعاملت بها شرطة نيويورك مع الحادث، وقال بيان صادر عن البيت الأبيض إن الرئيس "أشاد برد الفعل السريع من جانب إدارة شرطة نيويورك، وطلب من مستشار الرئيس لشؤون مكافحة الإرهاب جون برينان أن ينقل لإدارة شرطة نيويورك استعداد الحكومة الاتحادية لإمدادها بالدعم، وسيواصل جون برينان -بالعمل مع إدارة شرطة نيويورك وجهات أخرى- إطلاع الرئيس على آخر تطورات التحقيق". في السياق نفسه، قال مركز مراقبة المواقع الاسلامية "انتلسنتر" أمس إن محاولة الهجوم بسيارة مفخخة في وسط نيويورك مساء أمس الأول "عمل ارهابي خطير" لكن من المبكر جدا معرفة مرتكبيه. وقال المركز إن هجوم الاول من مايو في ساحة تايمز سكوير حدث ارهابي خطير لكن من المبكر جدا تحديد اي مجموعة او فرد او افراد تقف وراء هذا الهجوم. وهو اول تقييم مستقل من مركز متخصص لهذا الحادث. ويرى المركز انه من المبكر جدا معرفة ما اذا كان تنظيم القاعدة او فرد مرتبط بالقاعدة او مجموعة اسلامية اخرى او شخص لا علاقة له بالاوساط الاسلامية المتطرفة يقف وراء الحادث. ويأتي الحادث قبل يوم واحد من بدء مؤتمر مراجعة اتفاقية حظر الانتشار النووي في نيويورك بهدف دعم النظام الدولى لمنع الانتشار ومراجعته، ومن المقرر أن يفتتح الرئيس الأمريكي المؤتمر بحضور الرئيس الإيراني أحمدي نجاد في مقر الأممالمتحدة في نيويورك، إضافة إلى 189 دولة من بينها مصر. ويهدف المؤتمر إلى النظر في كيفية تحقيق منع الانتشار النووي وتطبيق عالمية المعاهدة حيث أن هناك دولا من بينها اسرائيل غير منضمة الى معاهدة منع الانتشار النووي، بينما تستغل الإدارة الأمريكية المؤتمر لحشد تحالف دولي مؤيد لواشنطن واسرائيل فيما يتعلق بالأسلحة النووية في الشرق الأوسط، والذي يعتمد على التغاضي عن ترسانة اسرائيل النووية بينما يطالب ايران بالتخلي عن برامجها النووية. و حرصت واشنطن على طمأنة اسرائيل من إنها ليست مجبرة على التوقيع على معاهدة حظرانتشار نووي إلا في حالة موافقة جميع الاطراف على إخلاء المنطقة من الأسلحة، وترجمة تلك الموافقة إلى واقع.