رأت صحيفة"واشنطن بوست " الأمريكية أن تدخل الغرب عسكريا في سوريا سيكون محاولة لتدميرها بدلا من مساعدتها كما يزعم البعض. وقالت الصحيفة إنه حتى وأن اعتبرت واشنطن ما فعله الاسد من استخدام الاسلحة الكيميائية ضد بني شعبه انتهاكا للمعاييير الدولية مما يستدعي ضرورة ردا عسكريا يكون عقابا له و جرس إنذار لكلا من المرشد الأعلى للثورة الايرانية آية الله خامنئي والزعيم الكوري الشمالي كيم يونج قبل أن يلجأ اي منهما إلى استخدام أسلحة الدمار الشامل ،إلا أن إدارة أوباما تعي أن تدخلها العسكري في سوريا و إن كان محدودا سيعجل بنهايتها. و أضافت الصحيفة أن التدخل الاجنبي في سوريا كان من الممكن ان يكون أكثر قيمة إذا حدث في وقت مبكر عن الآن . وقالت الصحيفة :"إن السوريين مولعون بالتعبير عن بلادهم بوصفها القلب النابض للعالم العربي وذلك نظرا للدور الهائل الذي لعبته في تاريخ المنطقة منذ العصر الذهبي للإسلام في القرن السابع الهجري مرورا بالثورات العربية في فترة الحرب العالمية الاولى وحتى الصراع العربي الإسرائيلي ، ولكن وبعد مرور اكثر من عامين من النزاع السوري ، أصبح من الصعب اعتبار سوريا قلب العروبة . وتابعت :"إن التاريخ السياسي لسوريا و سجل عائلة الأسد و طريقتها المعتادة في استخدام القوة لضمان الاستقرار كلها دلائل تؤكد ان الأسد سيفعل اي شئ في سبيل الحفاظ على بقائه. ففي عام1982- عندما كان الرئيس الراحل حافظ الأسد غلى رأس السلطة وكان عمر بشار حينها لا يتعدى السابعة عشر عاما – قام النظام بقصف بلدة حماه المتمردة لإخضاعها مخلفا مقتل 20 الف شخصا. و على غرار والده ، كانت قوات الاسد في 2011 تقتل المدنيين السلميين . ومن هنا يبدو ان بشار الاسد تبنى سياسة والده استعادة السيطرة على الحكم. و او ضحت الصحيفة أن عمليات القتل في سوريا في ذلك الوقت كانت قد تخطت مثيلاتها في ليبيا - و التي استدعت التدخل الفوري للناتو . فإذا كان الليبيون يستحقون تدخل الناتو لحمايتهم ، فكان السوريون يستحقونه ايضا . وأضافت:" لقد كان الوضع في سوريا انتفاضة ضد الوحشية و الاستبداد أما الان فقد أصبحت معركة طائفية و عرقية يقودها مجموعة من السوريين "