وصف المخرج خالد يوسف فيلمه "دكان شحاتة" بأنه فيلم لكل إنسان يعيش علي أرض مصر، وتحديدا الطبقة الشعبية، وقال:"هم دول مصر"، جاء ذلك خلال الندوة التي أعقبت عرض الفيلم أمس الأربعاء ضمن وقائع المهرجان القومي للسينما في دورته السادسة عشر، وهي الندوة التي حضرها مؤلف الفيلم ناصر عبد الرحمن، وأدارها الناقد أمير أباظة، وأوضح خالد يوسف أيضا أنه مهموم بالطبقة الشعبية، مشيرا إلي أنه عندما يشعر أنهم معجبون بالفيلم يري أن جزء من رسالته قد تحقق، وأضاف:"أما الطبقة المتمتعه بكل الحقوق في مصر، فأنا لا أسقط عنهم الجنسية، ولكنني لا أعتبرهم مصريين". من جهته دافع ناصر عبد الرحمن عن المثالية التي ظهر عليها شحاتة بطل الفيلم مؤكدا أنها شيئ طبيعي في ملامح الشخصية المصرية، وأضاف: "مفيش عيلة، أو حارة، أو حتي فصل مفيهوش حد زي شحاتة، لأن هذا أساس الشخصية المصرية"، وفي السياق نفسه أكد خالد يوسف أن تاريخ الشخصية المصرية يحمل الطيبة، ولا يحمل شهوة الانتقام، لذا هناك دوما دافع للتسامح حتي في لحظة الانتقام ذاتها، ووصف شخصية شحاتة ووالده بأنهم مصريين حقيقيين، ولم يتم تلويثهم بعد، ةاصفا باقي الشخصيات التي ظهرت بالفيلم بأنهم حالنا الآن وقال:"أيام زمان لما كان بيبقي فيه حادثة، كانوا بيقولوا إقرا الحادثة عشان الجرنال يتباع، لكن الآن تغير الوضع كثيرا" ، وانتقد عدد من الحضور بعض مشاهد الفيلم كطوابير العيش، والمستشفيات، حيث وصوفوها بأنها كانت تحمل كثير من المبالغة، لأن مصر بها أشياء كثيرة جميلة علي حد تعبيرهم ، وهو الكلام الذي رد عليه خالد يوسف قائلا:" كل واحد حر في رأيه، بس أنا مش مرشد سياحي علشان أطلع الأهرامات، والنيل، ولو إللي في مصر محسسك بالهنا هعملك فيلم حلو بالشكل ده"، وعلق أحد الحضور علي أن خالد يوسف كان يصر علي تضمين الفيلم مشاهد اثارة كي يجذب الجمهور، فأشار خالد يوسف بأن هذه المشاهد لاتزيد عن عشرين ثانية من مدة الفيلم بالكامل، مضيفا أنه تمت محاصرته لمدة اربع سنوات بلقب "مخرج الجنس" وعلق: "أنا بتكلم عن قضايا مهمة، والناس بتتكلم في عشرين ثانية عري، وأكد أن هذه المشاهد لم يكن الهدف منها اثارة الغرائز، وتسائل:"أنا إيه مصلحتي في الإثاره؟ أنا معنديش بيت دعاره" وأضاف أن المشاهد التي جاءت بفيلمه لن تفسد الأجيال، ولكن فساد الأجيال سوف يأتي من تقديم أفلام تحجب العقل وتخربه، شهد اليوم نفسه ندوة أعقبت عرض فيلم "بدل فاقد" ، وهي الندوة التي لم يحضرها أي من صناع الفيلم، وأدارها الناقد جلال السعيد الذي وصف الفيلم بأنه خليط بين السينما الأجنبية والعربية، مشيرا إلي أن السيناريو قائم علي فكرة القدر، وأكد أيضا أن السيناريو والإخراج والموسيقي التصويرية كانوا من أبرز عناصر الفيلم، حيث وصف الموسيقي التصويرة بأنها خدمت الحالة العامة للعمل ككل، كذلك أكد أن المخرج جيد ومجتهد واتقن تقديم مشاهد الأكشن، كذلك تغيب عن الحضور أيضا صناع فيلم "مجنون أميرة" عن الندوة التي أعقبت عرض الفيلم، وأدارها الناقد نادر عدلي، الذي أوضح أن بطل الفيلم مصطفي هريدي لم يكن ملائما لدوره، ولم يؤديه بشكل جيد، ووصف الدور نفسه بأنه كان غير منطقي، ولم يكن مقنعا بأي شكل أن تقع السنيورة اللبنانية يقصد بطلة الفيلم نورا رحال في حبه، وأضاف أن الفيلمعموما لم يكن مرضيا، فيما عبر جانبا كبيرا من الحضور عن استيائهم من الفيلم وتسائلوا عن أسس اختيار الافلام للمشاركة في مهرجان مثل هذا، وهل عرض الفيلم علي الرقابة والأزهر أم لا؟ ورد الناقد بأنه يتم عرض الأفلام التي انتجت خلال العام لس، وأن الفيلم قد عرض علي الأزهر ولم يلقي اعتراضا عليه، واختتم الندوة بقوله :"نفذت الأراء ونفذ الفيلم من الذاكرة".