تصريحات البيت الأبيض والكونجرس والخارجية الأمريكية وأيضا التوابع من الممسوخين الأوروبيين ومعهم «فوق البيعة» تركيا.. وفسفوسة التقيّح التى طفحت على الوجه الأمريكانى «قطر»... كلها تصريحات أصابها العمى أو الاستعماء المتعمّد مع سبق الإصرار والترصّد وبشكل مكشوف ومفضوح بفجاجة مخجلة! فرغم كل الشواهد والمشاهد الحيّة التى نقلت على الهواء مباشرة فى التو واللحظة بعدسات المصورين من مختلف الفضائيات ووكالات الأنباء المحلية والعربية والعالمية، والتى سجّلت حالة العنف والإرهاب التى انتهجها المعتصمون فى بؤرتَى الإرهاب برابعة العدوية والنهضة وكل الميادين فى محافظات مصر، ورأيناها رؤية العين فى حينها ووقت حدوثها بما لا يدع أدنى مجال للشك فى حقيقتها، وبما لا يصلح معه أى ادعاءات أو اتهامات بالتلاعب أو الفبركة أو الفوتوشوب.. فالمصورون من كل الفضائيات واقفون على الأحداث وعلى رؤوس الأشهاد، محدّقين، فاتحين عدسات كاميراتهم التى لا تكذب ولا تتجمّل فى تصوير القنّاصة وهم يعتلون أسطح البنايات والأشجار، وصوت طلقات نيرانهم يخترق آذاننا جميعا سواء عبر شاشات التليفزيونات فى بيوتنا، أو فى مسرح الأحداث وعلى أرض الواقع. وكذلك شاهدنا لحظات الكشف عن المضبوطات من المدافع والبنادق والرشاشات والأسحلة الثقيلة والخفيفة والبيضاء والسوداء.. وأيضا استخراج الجثث المكفّنة والمتعفنة من أسفل منصة رابعة العدوية.. والبث مباشر وعلى عينك يا تاجر.. ولكن المشكلة فى التاجر! فالتاجر أَكَلْتِى.. يهوَى السحت.. وميزانه رقيع، ومكياله وضيع ملتبس.. وذمّته مخرومة، وقرشه ممسوح يتلاعب به على دول وقعت فريسة له بفعل المعونة والمؤونة والعوز.. فيربكها، ويفسد عليها لحظاتها المصيرية التى من المفترض أن تقرر هى فيها ما تراه فى شأنها الداخلى. فالإدارات الأمريكية والأوروبية حزينة مستاءة قلقة من استخدام العنف ضد المعتصمين السلميين! لا والنبى قطّعتوا قلبنا! بأمارة إيه؟ بأمارة فيتنام ولّا العراق ولّا أفغانستان، ولّا تاريخكم الطويل الناصع مع الإنسانية الملطّخة بالدماء والعنف الذى بنيت عليه وتأسست ديمقراطية أمريكا ودولتها التى سحقت وأبادت الهنود الحمر أصحاب الأرض والحق الأصليين، إبادة كاملة!! فأمريكا تعرف وترى وتعى ما يجرى لأنه من صنعها، فهى كاتبة هذا السيناريو لهذا الفيلم الهابط الذى لعب بطولته الإخوان بإنتاج قطرى ملوث مشبوه. وأمريكا أيضا هى التى أعدّت المشاهد واحدا تلو الآخر.. وهى التى استعانت بالمجموعات من الرقّاصين الكومبارس أمثال حماس والجهاديىن الذين يغيّرون عقيدتهم وذمتهم وضمائرهم شراهة فى سفك الدماء، ويبدّلون مسارح جرائمهم وفقا لمن سيدفع أكثر وأكثر.. ووفقا لما يوجههم إليه الريجيسير أو مقاول الأنفار الجالس فى كهوف تورا بورا أيمن الظواهرى، وشريكة الجالس على أنجر الفتة القطرى يوسف القرضاوى... فلا تحاول إقناعى أبدا بأن الإدارة الأمريكية لم تتابع الأحداث، ولم تطالع كل هذه المشاهد الفاضحة من جرائم المعتصمىن من الإخوان منذ اللحظة الأولى لفض الاعتصام.. ولا تقنعنى أنهم لم يشاهدوا صور من تساقطوا غدرًا من شهداء الشرطة، خصوصا الذين استُشهدوا فى قسم شرطة كرداسة وصورهم وهم مذبوحون وممثَّل بأجسادهم وملقون فى بركة من دمائهم الطاهرة فى مشهد وحشى مروّع اقترفته أيدى هؤلاء السلميون العزّل الأبرياء من الإخوان! يا رب تنطس فى نظرك انت والعم سام بتاعك.. فأنت أعمى النظر والقلب والضمير يا راعى البقر وحقوق الإنسان والديمقراطية فى العالم.. وأيضا رعاة شعوب تدلل الحيوان وتفرط فى نفاقه.. وتنتفض لنصرته إذا هوْهو المسكين بشجن!! أنتم يا أصحاب مشروع الشرق الأوسط الكبير الذى فتّت وقسّم العراق والسودان وأضاع سوريا وأغرق ليبيا واليمن فى العنف والفوضى. أنتم يا أصحاب الأيادى السوداء على العرب والمسلمين تآمرتم مع الإخوان ورئيسهم المعتوه لبيع سيناء وانتهاكها لصالح أمن إسرائيل التى نفضت يداها من نكد منظمة حماس التى حوّلت وجهتها إلى صدر مصر الشقيقة الكبرى لتطعن وتغدر وتخون.. وتنهش فى سلامتها!
إن قواعد اللعبة السياسية المحترمة والسلوك الدبلوماسى الواضح القويم يصبح وهمًا تتجرعه دول على شاكلتنا من دول على شاكلة أمريكا التى تكذب كما تتنفس.. تماما كحلفائها من الإخوان، فالطيور على أشكالها تقع.. ولهذا فقد وجد الأمريكان فى الإخوان غايتهم.. فهم مطيّة سهلة ومريحة ومضمونة الركوب للوصول إلى الغاية الخسيسة.. فالغايات الخسيسة يلزمها بشر مفرطون فى الخسّة، يبيعون كل شىء وأى شىء.. الناس، الأهل، الشرف، المبادئ، الانتماء، الوطن، الدين... والآخرة أيضا.... فهكذا يكون كل شىء مباحا على طاولة القراصنة!!