نحن هنا بصدد فيلم عن البيع.. تبيع الحكومة وأثرياء وأعيان البلد أبناءهم كعبيد للقوي الاستعمارية الكبري للعمل سخرة في حفر قناة السويس التي راح ضحيتها 180 ألف عامل وعبد مصري وسوداني.. تبيع شفيقة (سعاد حسني) جسدها لمن يدفع الثمن هرباً من الفقر والجوع والحاجة.. يبيع دياب (محمود عبدالعزيز) جسده للسيدات بنفس المقابل ولنفس السبب.. يبيع أحمد الطرابيشي (أحمد مظهر) العمال والعبيد ثم يلحقهم ببيع كرامته للحفاظ علي حياته حيث يطلب من شفيقة ممارسة الجنس مع يسري باشا.. يبيع يسري باشا (جميل راتب) إنسانيته في سبيل إرضاء أمراضه النفسية ومازوخيته وحقارته وحقيقته البشعة التي تتجسد في تنطيطه وسط العامة والدهماء الذين يحكمهم وهو بيعمل عجين الفلاحة وبيقلد نوم العازب.. وهكذا.. الجميع يبيعون شيئاً ما.. وكل عملية بيع تفضي إلي عملية بيع أخري.. وتتواصل سلسلة البيع حتي تصل بنا إلي تلك الأيام (المشقلبة) التي نعيشها الآن.. والتي تحتل كلمة «الخصخصة» واجهتها الأمامية.. لنتأكد أكثر - وكما يقول الراوي عم صلاح جاهين في الفيلم الأيقونة «شفيقة ومتولي»- أنه.. « أي بلد تتباع بجملتها.. تتباع رعيتها.. قطاعي.. وبالملاليم»!