الملايين التى نزلت إلى الميادين، أمس، لتفويض القوات المسلحة والشرطة لمحاربة الإرهاب والقضاء على العنف، كانت رسالتها واضحة، أن الشعب ضد الإرهاب، فماذا أنتم فاعلون؟ السؤال موجه إلى قادة القوات المسلحة والشرطة ومؤسسات الدولة الأخرى، التى طلبت الدعم الشعبى لإنهاء تلك الحالة من العنف والإرهاب التى تتصاعد فى الفترة الأخيرة ضد منشآت عسكرية فى سيناء بصفة خاصة وحالة الترويع اللفظى والبدنى للمواطنين فى القاهرة والإسكندرية وباقى المحافظات. غالبية المصريين خرجوا أمس لتفويض القوات المسلحة، لكن يبقى السؤال الأهم هل خرجوا ليدعوا إلى مزيد من الدم والعنف ضد جماعة ما، أم طلبا لإنهاء الفوضى المسيطرة على البلاد منذ خلع الرئيس محمد مرسى، وكيف ستتعامل مؤسسات الدولة مع هذا العنف فى الفترة القادمة بعد هذا التفويض الشعبى، خصوصا أن القوات المسلحة قالت إنها ستغير استراتيجيتها فى التعامل مع الإرهاب بعد 26 يوليو؟
اللواء طلعت مسلم الخبير العسكرى قال إن خطاب القوات المسلحة عن تغيير استراتيجية التعامل مع الإرهاب بعد 26 يوليو يؤكد أنه سيكون هناك دور أكبر للجيش فى التعامل مع أعمال العنف والإرهاب وذلك باستخدام القوة على اعتبار أن الفترة الماضية شهدت أعمالا إرهابية وقتلا واستهداف عديد من المنشآت والجنود والمواطنين سواء فى سيناء أو على مستوى عدد من المحافظات بمصر مشيرا إلى أنه سيكون هناك حزم فى التعامل مع أعمال الفوضى والقتل والإرهاب وترويع المواطنين.
وأضاف الخبير العسكرى أنه بعد حصول الفريق أول عبد الفتاح السيسى والقوات المسلحة على التفويض من الشعب ونزوله إلى الميادين على جميع المحافظات فإنه سيكون هناك أسلوب جديد فى التعامل مع الإرهاب وذلك من خلال خطة جديدة يتم من خلالها نشر قوة أكبر للجيش والشرطة لمواجهة أى أعمال تخريبية أو إرهابية بالإضافة إلى تخصيص الجيش لغرفة عمليات لمتابعة التطورات المتابعة بمكافحة الإرهاب والتعامل معه نافيا أننا نحتاج الآن إلى تعريف معنى أو مفهوم كلمة الإرهاب قائلا «الأممالمتحدة عرفته بأنه استخدام القوة والعنف لتخويف وترويع المواطنين وبالتالى فإننا لا نحتاج إلى تعريف له».
أما اللواء جمال مظلوم الخبير العسكرى فقد أكد أن الفترة الماضية وما شهدته من تفجيرات وقطع طرق وقتل وتعذيب واعتداءات على المنشآت لن تتكرر وسيكون ذلك باتخاذ إجراءات تحفظ الأمن وتمنع تعطيل المرور وقطع الطرق وأى أعمال إرهابية، مشيرا إلى أنه سيكون هناك خطط وإجراءات أمنية غير مسبوقة سواء فى ما يتعلق بتأمين المنشآت والمرافق الحيوية بالدولة بالإضافة إلى المواطنين وتشديد الإجراءات لمنع أعمال الفوضى التى تقوم بها جماعة الإخوان المسلمين وأنصار الرئيس المعزول هذا بالإضافة إلى تضييق الخناق على معتصمى ميدان رابعة العضوية لمنع دخول أى أسلحة إلى الاعتصام أو خروجها منه لاستخدامها فى أعمال عنف أو تفجيرات أو غير ذلك من الأعمال الإرهابية منوها إلى أن عمليات التفتيش سيكون لها دور فى الكشف عن هذه المحاولات لنشر الفوضى فى البلاد. اللواء رفعت عبد الحميد الخبير فى العلوم الجنائية، يرى أن الحشود التى شاركت أمس فى مليونية ضد الجيش أعطت تفويضا وتكليفا رسميا وطلب للقوات المسلحة والشرطة، هذا الأمر «لا يناقَش ولا يجادَل فيه»، مضيفا أن التكليف استند إلى مبدأ دستورى معروف بأن الشعب مصدر السلطات وهو صاحب الكلمة والسلطة كلها، مشددا على أن هذا من ثوابت أى دولة.
وتوقع عبد الحميد أنه فور الانتهاء من مراسم تفويض القوات المسلحة والشرطة وخلال أسبوع واحد سيتم الانتهاء من جميع مظاهر العنف والإرهاب والبلطجة فى الشارع المصرى، ومن بينها فض اعتصام رابعة العدوية ونهضة مصر، وشدد عبد الحميد على أنه لا بد من التفرقة بين الاعتصام السلمى الذى يتم فيه التعبير عن الرأى وهو الحق الذى يكفله القانون، ومن يخوف ويروع ويعطل مصالح العامة باسم الاعتصام.