أجهزة الأمن ردت بالإعلان عن تنظيم دولي للتهريب عمليات تهريب الأفارقة إلى إسرائيل مستمرة رغم الضوابط الأمنية كشفت مصادر أمنية ل «الدستور» عن أن عصابة تهريب البشر الدولية التي أعلن القبض عليه مؤخرًا قد تم إلقاء القبض علي أفرادها قبل شهرين كاملين وليس قبل أسبوع واحد كما أكدت تسريبات أمنية، مشيرًا إلي أن الأمر اقتصر في البداية علي تشكيل عصابي متورط في عمليات تهريب أفارقة عبر الحدود المصرية مع ليبيا، قبل أن يتسع ليشمل تشكيلاً آخر بسيناء. وفجرت المصادر مفاجأة بتأكيدها أن السبب الرئيسي لتعجل أجهزة الأمن المصرية الإعلان عن ضبط ما أسمته «تنظيم التهريب لإسرائيل» هو محاولة تسلل الصحفي الإسرائيلي يوتامفيلدمان عبر الحدود المصرية لإسرائيل مطلع الشهر الجاري؛ حيث إن الصحفي الذي يعمل لحساب القناة العاشرة بالتليفزيون الإسرائيلي كان يحاول إثبات تورط مصر في عمليات قتل واسعة للمتسللين الأفارقة علي الحدود، عن طريق الوصول لمقابر جماعية تضم جثثاً لم يتم الإعلان عن مقتل أصحابها أثناء تسللهم، وهو ما فشل فيه وانتهي الأمر بإلقاء القبض عليه من قبل أجهزة الأمن المصرية. وكشفت المصادر عن أنه تم القبض علي الصحفي الإسرائيلي بعد وشاية أحد المهربين به للأجهزة الأمنية، بعد أن شك في نواياه، رغم دفعه مبالغ طائلة مقابل مساعدته في مهمته. وأكدت المصادر أنه تم التنظيم العصابي الذي أعلن عنه قبل عدة أيام يضم 3 مجموعات مختلفة، إحداها من بدو مطروح من محترفي التهريب بمدينة النجيلة، والأخري مختصة بتهريب الأفارقة عبر الحدود مع إسرائيل، والثالثة تضم مجموعة أفارقة من جنسيات مختلفة، كانوا في طريقهم للتسلل بالتنسيق مع المجموعة الثانية. وقالت إن مجموعة مطروح كانت تعمل علي تهريب الأفارقة عبر الحدود المصرية الليبية إلي داخل مصر، دون أن ترتبط بشكل مباشر بشبكة التهريب السيناوية، وأضافت أن أجهزة الأمن ألقت القبض علي المجموعة الثانية، المختصة بتهريب الأفارقة إلي إسرائيل بسيناء، قرب قرية المهدية الحدودية، منذ ثلاثة أسابيع، مشيرة إلي أنها ربطت بينها وبين المجموعة التي تم إلقاء القبض عليها بمطروح، باعتبارها «تشكيل عصابي دولي» يتولي تنظيم عمليات تهريب البشر عبر الحدود المصرية الليبية، والمصرية السودانية، وهو ما استبعدته المصادر، مشيرة إلي أنه لا علاقة للمجموعتين ببعض. وقالت المصادر إن سبب تصعيد الأمر والإعلان عن «التنظيم الدولي» الذي يتم التحقيق مع أفراده أمام نيابة أمن الدولة العليا حاليا هو الانتقادات الحادة التي تعرضت لها مصر خلال الشهور الأخيرة بسبب تكرار حوادث إطلاق النار علي المتسللين الأفارقة من قبل قوات الأمن المصرية علي الحدود، والتي كان آخرها ما وصفته منظمة العفو الدولية ب «أعمال القتل التي تقوم بها مصر علي الحدود»، مطالبة بالتحقيق في الأمر. وأكدت المصادر أن تعليمات مشددة صدرت لقوات الأمن في مناطق تهريب الأفارقة النشطة بعدم إطلاق الرصاص علي المتسللين الأفارقة، ومحاولة إلقاء القبض عليهم، أو تركهم يعبرون للجانب الآخر، بعد أن طالبت عدة منظمات حقوقية دولية بالتحقيق في حوادث مقتل المتسللين الأفارقة علي الحدود، وهو ما يؤكده انحسار حالات إطلاق الرصاص بمنطقة الشريط الحدودي خلال الشهرين الماضيين.