«إعجب ما تعجب.. كل شيء له سبب.. ولو الكلام كان فضة والسكوت دهب.. والدموع لهب.. والخشوع أدب.. يحق لك تعجب وما عليك عَتَب.. ما عليك عَتَب»! إذا كانت الرباعيات تحتاج إلي عبقري مثل «صلاح جاهين» لينتزع كلماتها من قلب الحياة.. فإنها بالتأكيد كانت بحاجة إلي عبقري مثل «سيد مكاوي» لينتزع مزيكتها من قلب الكلمات.. وإذا كانت حياة العباقرة والمبدعين تعد كل حياة منهم بمثابة فيلم سيما.. فإن الحياة المشتركة بين قامتين وعبقريتين مثل «صلاح جاهين» و«سيد مكاوي» تُعَد فيلم سيما من نوع خاص تماماً.. فيلم سيما ليست روائع مثل الرباعيات والليلة الكبيرة سوي إحدي فصوله الدرامية الكثيرة .. فيلم سيما من هذا النوع الذي تقرر السماء أن تضع له نهاية عبقرية مثل أن يموت الاثنان في يوم واحد.. يوم 21 أبريل.. «صلاح جاهين» في عام 1986.. ثم «سيد مكاوي» في عام 1997.. 11 عاماً تفصل بين رحيلهما.. إلا أن يوم الرحيل واحد.. 21 أبريل.. وكأنه موعد بينهما.. تُري.. هل يكونا الآن جالسين علي سحابة وفوق رأسيهما هالتان بيضاويتان.. ينظران تجاهنا ويبتسمان بإشفاق وهما شاعران براحة وصفا.. ويتساءلان.. إن كانا قد ماتا بالفعل.. أم أنهما قد وصلا للفلسفة؟!