المنصة الرئيسية أعلنت الاعتصام المفتوح وتوزيع إرشادات للتعامل مع المندسين واصل المئات من المصريين اعتصامهم فى الخيام فى محيط قصر الاتحادية، وبسبب حرارة الجو اختبؤوا فى الخيام التى نصبت فى محيط القصر بشارعى الميرغنى والأهرام. وبعد أداء المتظاهرين صلاة الظهر أمس الإثنين قاموا بعمل مسيرة فى محيط القصر، مرددين هتافات مناهضة لجماعة الإخوان ولمحمد مرسى وتطالبه بالرحيل «ارحل بقى يا عم.. ولّا عايزها بركة دم»، «ارحل بقى وغور.. خلى مصر تشوف النور»، «فهموهم فهموهم مصر مش عزبة أبوهم»، وحمل أحد المعتصمين لافتة علقها فى رقبته مكتوبًا عليها «مصر مقبرة الإخوان ارحلوا يا خرفان»، كما حمل متظاهرون آخرون لافتات عليها صور لخرفان مكتوب أسفلها «خرفان قطيع ماشيين ورا بديع»، وأشارت حملة تمرد من المنصة الرئيسية إلى أنه فى حال عدم الاستجابة إلى مطالب المعتصمين سوف يقومون بالزحف إلى قصر القبة الذى يوجد فيه مرسى حاليًّا، وقال أحمد بديع عضو اللجنة المركزية بتمرد من أعلى المنصة «سوف نزحف إلى قصر القبة يوم الثلاثاء الساعة الخامسة إن لم يستجب مرسى إلى مطالب المصريين، التى تتلخص فى رحيله»، مشيرا إلى أن مرسى مثل نظام مبارك يتعامل بمنطق أنا أو الفوضى، ويتعنت فى الاستجابة إلى مطالب الشعب، مؤكدًا الالتزام بسلمية المظاهرات داعيًّا الجميع إلى السلمية، لأنها السلاح الوحيد الذى سوف يسقط نظام الإخوان على حد قوله.
وطالبت منصة الاتحادية من المعتصمين عدم أخذ أى أطعمة من قبل مجهولين، وأذاعت المنصة عددًا من الأغانى الوطنية التى تفاعل معها المعتصمون ملوحين بأعلام مصر.
وكانت قد سادت حالة من الفرحة بين المعتصمين أمام الاتحادية، وعبّروا عن مشاعرهم بالاحتفال والألعاب النارية وإقامة مبارايات كرة قدم فى أثناء ليلة الاعتصام، وفضّل بعضهم مطالعة الصحف لمعرفة تعليقات الشخصيات العامة ووكالات الأنباء العالمية على أحداث 30 يونيو. الشباب قاموا بتوزيع إرشادات على المعتصمين تحثهم على التزام السلمية وعدم إعطاء فرصة لليأس يتمكن منهم، فالطريق الطويل يبدأ بخطوة إلى الأمام، كما تبادلت الأسر النقاش حول قضايا وموضوعات عديدة، منها كيف لمرسى الاستمرار فى السلطة بعد أن شاهد الملايين تخرج لإسقاطه وفضحته عدسات العالم كله؟ إضافة إلى مناقشة آداب ومبادئ الاعتصام بعد أن زعم أنصار الرئيس الإخوانى أن التظاهرات التى خرجت ضدهم ليست نظيفة وشهدت حالات تحرش، ورغم سخرية البعض من انفصال الجماعة عن الواقع، فهناك من طالب بأن يتم أخذ المسألة بجدية، وأن تتم مواصلة التظاهرات وإعطاء مثال فى الثورات يحتذى به فى العالم كله، وسادت حالة من السعادة بين المعتصمين بعد إشادة وكالات الأنباء العالمية بسلمية المظاهرات. وكانت للآية الكريمة «لئن بسطت يدك إلى لتقتلنى ما أنا بباسط يدى إليك لأقتلك إنى أخاف الله رب العالمين» التى رفعها المتظاهرون خلال مسيرة مدينة نصر التى ضمت الآلاف يوم الأحد كأكبر دليل لتأكيد نية المتظاهرين السلميين التى تحققت طالما لم يقترب منها ميليشيات الإخوان. المتظاهرون قضوا ليلتهم الأولى من الاعتصام أمام قصر الاتحادية وسط عشرات الخيام والمظلات التى نصبوها لاستقبال المتظاهرين من كل الأماكن، بين حالة من التعاطف والنقاش المثمر دون شعور بالإجهاد، وخلف المطرب أحمد سعد الذى انضم إلى التظاهرات ردد الآلاف هتافات «يسقط يسقط حكم المرشد، ارحل يا مرسى، ارحل يعنى امشى يا اللى ما بتفهمشى»، كما قدم سعد بعضًا من أغانيه الثورية التى تفاعل معها المتظاهرون. وفور انخفاض أعداد المتظاهرين فى الساعات الأولى من صباح الإثنين بدأت اللجان الشعبية النفير لتأمين البوابات الرئيسية، وقاموا بإغلاقها ومنع أى سيارات من الدخول فى ظل أنباء تتردد عن اقتحام اعتصامات من قبل ميليشيات الإخوان فى عديد من المحافظات، وقام المتظاهرون بوضع متاريس حديدية وأخرى خشبية وأسلاك شائكة عند مداخل الاعتصام، إضافة إلى تناوب الشباب على الحراسة. بعض القادة من اللواءات وعمداء الشرطة وضباط قاموا بالتجول فى شارع الميرغنى فى الساعات الأولى من صباح الإثنين لتفقد أحوال المعتصمين، وقال أحد عمداء الشرطة، الذى فضّل عدم ذكر اسمه، ل«الدستور الأصلي» «نحن معكم قلبًا وقالبًا ونتواجد بجواركم لحمايتكم من أى اعتداء من أى اتجاه»، مشيرا إلى أنهم يترقبون ما قد تنتج عنه الأيام القادمة فى ظل فرصة أعطتها حملة تمرد لمرسى للرحيل قبل الثلاثاء، اليوم. ومن جانبه قال أحمد سالم أحد الشباب المعتصمين أمام الاتحادية «لن نرحل أو نتحرك من هنا قبل إسقاط الديكتاتور الذى أثبت فشله، وأعتقد أن الرسالة وصلت إلى جميع مؤيدى مرسى، وتأكّدوا أن الشعب المصرى لم يعد يثق بهم وأنهم فى نظره فاشلون»، لافتا إلى أنه لم يتوقع أن يأتى الملايين من المواطنين للتظاهر لأول مرة فى حياتهم بعد ثورة كنا نتوقع لها النجاح من الوهلة الأولى، مشيرًا إلى أنهم مستمرون فى الاعتصام حتى تحقيق مطلبهم الأساسى وهو رحيل النظام.
وكانت من الأمور اللافتة عدم اهتمام المتظاهرين أمام الاتحادية بالمؤتمر الذى عقدته الرئاسة، ولم يفكر أحد فى الاستماع إلى ما سيعلنه المتحدث باسم الرئاسة، كما شهدت المنطقة أمام القصر وجود قوى من جانب شباب الأولتراس الذين أشعلوا الشماريخ، وقام مئات الآلاف بتسليط أشعة الليزر على طائرات الجيش التى كانت تتابع المشهد من مسافة قريبة جدا من الأرض وسط تهليل من جانب المتظاهرين. المعتصمون قاموا بإغلاق شارع الميرغنى أمام السيارات من الاتجاهين، ما دفع قائدى السيارات لتحويل مسارهم إلى شوارع بديلة منها الأهرام وإبراهيم اللقانى، كما أن الشماريخ والألعاب النارية ظلت حاضرة طوال ليلة الاعتصام الأولى فى محيط القصر، وسط ترديد هتافات «ارحل»، فى رسالة من المتظاهرين بالتبشير بسقوط النظام وبمثابة الاحتفال بمن خرجوا اليوم، ولم يأبهوا لتهديدات الإرهابيين بالوعيد لمن سيخرج. كما حرص المتظاهرون على تشغيل أغانٍ وطنية وثورية، وقام الأهالى بنصب الخيام للاعتصام، كما حرصوا على الدخول فى دقائق حداد على أرواح الشهداء، وقام بعضهم بأخذ قسط من الراحة على الحوائط العازلة، وسيطرت النقاشات الجانبية بين المتظاهرين على أجواء الاحتفال، كما شارك عدد من الفنانين فى إحياء الليلة ومؤزارة المتظاهرين فى ليلتهم للمطالبة برحيل النظام وإسقاط مرسى. «التحرير»رصدت الليلة الأولى لاعتصام الاتحادية مساء أول من أمس الأحد، حيث واصل أفراد اللجان الشعبية انتشارهم بشارعى الميرغنى والأهرام للاطلاع على هويات الوافدين وتفتيش حقائبهم، واستمر إغلاق شارع الميرغنى أمام حركة مرور السيارات، حيث تم وضع حواجز خشبية وحجارة قبل القصر بالقرب من مسجد عمر بن عبد العزيز، وكذلك بعد البوابة الرئيسية لنادى هليوبوليس. المحلات التجارية المحيطة بالاتحادية بمنطقة الكوربة وشارع الخليفة المأمون، امتلأت بالمتظاهرين الذين ذهبوا لتناول المشروبات الساخنة والباردة ولتناول الأطعمة، كما وجد عديد من الأطفال بصورة ملحوظة بجوار أسرهم فى مشهد يعيد إلى الأذهان أجواء ثورة 25 يناير.
كما أقام بعض المعتصمين خيامًا جديدة بالحديقة الوسطى بشارع الأهرام بمواجهة البوابة «3»، فضلا عن الخيام المنصوبة من قبل أمام مسجد عمر بن عبد العزيز بشارع الميرغنى المواجهة للبوابة رقم «4» للقصر.
وأعلن عدد من المتظاهرين من أعلى المنصة المنصوبة أمام نادى هليوبوليس دخول المتظاهرين فى اعتصام مفتوح أمام القصر لحين رحيل محمد مرسى، بينما أعلنت حركة شباب 6 أبريل عن بدء الاعتصام فى محيط الاتحادية ودعت الشعب المصرى للإضراب العام ابتداءً من أمس الإثنين وحتى استجابة الرئيس الإخوانى لمطالب المتظاهرين بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
الحركة اعتبرت الانتخابات المبكرة مطلبًا شعبيًّا مستحقًا لملايين المصريين الذين تظاهروا الأحد فى ميدان التحرير وفى كثير من الميادين بمصر، كما أعلنت الحركة أن عددًا من أعضائها بدؤوا اعتصامًا أمام قصر عابدين بعد أنباء عن وجود رئيس الوزراء هشام قنديل بداخل القصر، وذلك للمطالبة بإقالته من رئاسة الحكومة ضمن سلسلة إجراءات قررتها الحركة «لإجبار» الرئيس على الاستجابة إلى هذه المطالب.