مع فقدان الإخوان المسلمين دعم حزب النور.. الرئيس يتطلع إلى بناء تحالفات مع الأحزاب الأكثر تشددا «بعد 16 عاما من قتل الجماعة المتشددة عشرات من السياح الأجانب فى الأقصر، أحد زعمائها أصبح محافظا، مَرحبًا بكم فى مصر مرسى»، كان هذا تعليق صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية على قرار تعيين عادل أسعد الخياط محافظا للأقصر، فى تقرير نشرته أمس بعنوان «رجل مرسى فى الأقصر».
الصحيفة الأمريكية ترى أنه رغم تراجع السياحة فى مصر التى تعتبر من أهم مصادر الدخل، كما أن الحكومة فى القاهرة يائسة من استعادتها، فإن تراجع شعبية مرسى هو الشاغل السياسى الأكثر إلحاحا للحكومة الحالية.
«وول ستريت» ذكرت أنه مع فقدان الإخوان المسلمين دعم حزب النور السلفى، يتطلع الرئيس إلى بناء تحالفات مع الأحزاب الأكثر تشددا. موضحة أن الجماعة الإسلامية والقاعدة الشعبية لها فى المناطق الجنوبية تفيد جماعة الإخوان المسلمين. وعلقت بالقول «لذلك يحصل الخياط على حكم محافظة الأقصر، ومرسى يدعى عدم رؤية الرمزية المروعة من هذا التعيين».
ومن جانبها قالت صحيفة «يو إس توداى» الأمريكية إن تعيين الخياط يدفع بمزيد من عدم الاستقرار فى البلد المنقسمة بالفعل. كما أنه ينذر بتدمير أكثر للسياحة فى المحافظة.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن خليل العنانى الخبير السياسى قوله إن «الشخص المعيَّن محافظا للأقصر مثير للجدل للغاية، كيف يمكنك أن تعين شخصا له كل هذا التاريخ الدموى فى محافظة مهمة واستراتيجية جدا مثل الأقصر، التى هى واحدة من الوِجْهات السياحية الرئيسية فى مصر؟». موضحا أن هذا يمكن أن يؤدى لتدهور صناعة السياحة.
وقال خالد فهمى، أستاذ ورئيس قسم التاريخ فى الجامعة الأمريكية فى القاهرة: هو نفس النمط الذى كان يتبع من قبل نظام مبارك فى تعيينات هذه المناصب.
وأضاف فهمى «ما تقوم به الحكومة هو تغيير الوجوه بدلا من تغيير السياسات، قمنا بهذه الثورة لنحصل على قواعد جديدة للعبة، لا لاعبين جدد».
أما صحيفة «الجارديان» البريطانية فأوضحت أن القائمين على إدارة البلاد يبدو أنهم يتعاملون مع المظاهرات المقررة إقامتها فى نهاية الشهر الجارى، على محمل الجد، حيث أشارت إلى أن الجيش أعلن أنه سوف ينتشر فى الشوارع هذا اليوم، كما أن مرسى قد التقى مع كبار رجال الدين من المسلمين والمسيحيين يوم الثلاثاء الماضى، فى محاولة واضحة لإثبات الوحدة الاجتماعية.
وأضافت الصحيفة البريطانية أن مرسى حاول أيضا تعزيز مكانته بين السلفيين، الذى يبدو أن شعبيته تتراجع بينهم. فى إشارة إلى تعيين الخياط محافظا للأقصر، وكذلك حضور مرسى مظاهرة السلفيين وقطع العلاقات مع النظام السورى.
وفى نفس السياق، قالت صحيفة «فاينانشيال تايمز» إنه فى محاولة لاستعادة الدعم يسعى الرئيس مرسى وحكومته لتعزيز المشاعر الوطنية من خلال مشروع السد الإثيوبى وحتى من خلال التهديد بعمل عسكرى ضد أديس أبابا.