خسارة ساحقة لأساتذة الجماعة فى انتخابات المجمع الانتخابى.. ورهان إخوانى على عضو سابق بلجنة سياسات «الوطنى المنحل» قبل ساعات من انتهاء انتخابات اختيار أعضاء المجمع الانتخابى لجامعة القاهرة، بات من المؤكد فقدان أساتذة الإخوان المسلمين تأثيرهم الانتخابى فى انتخابات رئيس الجامعة الجديد بعد فوز 8 فقط من ممثليهم فى انتخابات المجمع البالغ عدد أعضائه 148 عضو تدريس، لهم وحدهم حق المفاضلة بين المرشحين لمنصب رئيس أعرق الجامعات المصرية.
تراجع نفوذ حركة «جامعيون من أجل الإصلاح» الإخوانية، داخل جامعة القاهرة، رغم فوزهم فى جميع الانتخابات الجامعية التى خاضوها فى السنوات الماضية، كان وراء رفض الحركة الدفع بمرشح لها فى انتخابات رئاسة الجامعة، خصوصًا بعد هزيمة معظم ممثليها فى انتخابات الكليات، خصوصًا كليات النفوذ الإخوانى التقليدية «دار العلوم، والصيدلة، والهندسة»، فضلًا عن هزيمة أقوى مرشحيها على الإطلاق الدكتور عادل عبد الجواد المتحدث باسم الحركة ورئيس المجلس الاستشارى لوزير التعليم العالى، وانسحاب رئيس مكتب أساتذة الإخوان فى الجامعات الدكتور عصام حشيش، من انتخابات المجمع الانتخابى لكلية الهندسة.
انتخابات المجمع الانتخابى التى تنتهى اليوم باختيار ممثلى كليتى العلوم والحقوق، لم تكن مفاجئة لأساتذة الإخوان الذين أدركوا تراجع شعبيتهم مبكرًا فاكتفوا بإثارة البلبلة أولًا حول نتيجة انتخابات المجمع فى بعض الكليات مثلما حدث فى كلية دار العلوم، متخذين من ذلك ذريعة للتهديد أولًا بالطعن قضائيًّا فى نتيجة الانتخابات المقرر إجراؤها منتصف الشهر المقبل لانتخاب رئيس الجامعة، ثم التراجع عن موقفهم بشكل مفاجئ فى ظل أقاويل تؤكّد نجاحهم فى عقد صفقة مع الدكتور عز الدين أبو ستيت نائب رئيس الجامعة الحالى والمرشح لرئاسة الجامعة، تضمن صمتهم التام على تجاوزات الانتخابات وفى مقدمتها السماح باحتساب أصوات التوكيلات الهاتفية لأساتذة لم يحضروا إلى لجان الاقتراع فى كليات دار العلوم والصيدلة والطب البيطرى مقابل تعيين نائبى رئيس الجامعة لشؤون التعليم والطلاب وخدمة المجتمع من بينهم.
تجربة الانتخابات السابقة فى جامعة القاهرة التى أُجريت فى عهد المجلس العسكرى والتى لعبت المصالح الشخصية والوعود الانتخابية دورًا بارزًا فيها، تسببت فى نشاط ملحوظ للأقاويل التى تؤكّد حدوث تربيطات بين أساتذة الإخوان وأساتذة مستقلين لزيادة تأثير كتلتهم التصويتية فى المجمع الانتخابى واستغلال انقسام أصوات المجمع حتى الآن بين ثلاثة مرشحين محتملين، هم الدكتور عز الدين أبو ستيت الذى يحظى بتأييد معظم أصوات عمداء كليات الجامعة الذين يمثّلون نحو سدس أصوات المجمع الانتخابى، بالإضافة إلى أصوات ممثلى كليتى الزراعة والتجارة مقابل طموح الدكتور جابر نصار وكيل كلية الحقوق، الذى طرح نفسه مرشحًا عن جبهة استقلال الجامعة والذى يحوز حتى الآن على أصوات تيار استقلال الجامعة البالغ عددهم نحو 10 أصوات، بالإضافة إلى أصوات متفرقة بكليات أخرى متوقع تزايدها فى الأيام المقبلة بسبب نشاطه الملحوظ فى الكليات، لكسب تأييد أعضاء المجمع الانتخابى.
أما الدكتور عمر الكاشف أستاذ الطب الذى قرّر خوض الانتخابات متحصّنًا بنتائج تجربته الانتخابية الماضية، والتى حصل خلالها على عدد لا بأس به من أصوات المجمع الانتخابى السابق، فيعد رمانة الميزان التى قد تراهن عليه كتلة أساتذة الإخوان فى النهاية، خصوصًا فى ظل اتهامات الفلولية التى تطارد أبو ستيت عضو أمانة سياسات الحزب الوطنى المنحل.
التصريحات الغامضة لممثلى حركة «جامعيون من أجل الإصلاح» عن نزول مرشحين أقوياء جدد فى اللحظات الأخيرة، تؤكد إلى حد بعيد الأقاويل التى تشير إلى تربيطاتهم ووعودهم الانتخابية، التى أكدت مصادر جامعية اشتمالها على وعود لبعض الأساتذة المستقلين فى المجمع بشغل عضوية لجان متخصصة وانتداب كمستشارين فى هيئات ووزارات خاضعة لسيطرة الإخوان، لها علاقة بتخصصات أعضاء التدريس الذين يتم التربيط معهم.
خسارة الإخوان الكبيرة فى انتخابات المجمع الانتخابى لجامعة القاهرة لعب المعيدون والمدرسون المساعدون دورًا كبيرًا فيها رغم قرار المقاطعة الذى اتخذته فئة كبيرة منهم قبل الانتخابات مباشرة، اعتراضًا على عدم وجود ممثلين لهم فى انتخابات رئيس الجامعة.