«الأصالة» يؤكد أن السد محاولة لتعطيش مصر من أجل مصالح صهيونية كيف يرى الإسلاميون أزمة سد النهضة الإثيوبى؟ لا شك أن آراءهم تعكس بشكل أساسى طريقة تفكيرهم فى مواجهة الأزمات، فالحل الدبلوماسى مطروح بجانب الحل الجهادى، أما النقد البناء للحكومة، فيختفى تماما من أجل إعلاء حكمة الحكومة، التى تسببت بالأساس فى كل هذه الأزمات المتوالية.
حزب الأصالة السلفى أعلن مبدئيا عن رفضه جميع التصريحات التى تهون من شأن المخاطر التى تحيط بمصر جراء بناء السد الإثيوبى، معتبرها «تصريحات مضللة»، لم يرتق أصحابها بعد إلى مستوى المسؤولية الوطنية، مضيفا أن الخطورة تكمن فى أنها تصريحات مسؤولين فى مواقع السلطة، وقد تستخدم بعد ذلك ضد الدبلوماسية المصرية فى حال لجوئها إلى التصعيد فى المحافل الدولية وتغل يديها فى حال استخدام حقها فى الدفاع عن سبب وجودها.
الحزب طالب الحكومة، فى بيان له، بالتعامل بشفافية مع هذه القضية وعرض جميع الحقائق على الشعب واعتباره شريكا فى صنع القرارات، كما طالب الحكومة بتحرك دبلوماسى جاد، مطالبة إثيوبيا بالاعتراف بحصة مصر فى مياه النيل.
الحزب هدد أيضا بأننا لا نأمل أن نضطر إلى الوصول إلى مرحلة الدفاع عن وجودنا ذاته، وهو الأمر الذى لن تحمد عواقبه.
واعتبر الحزب السلفى السد الإثيوبى محاولة لتعطيش البلاد، ويأتى فى إطار تركيع مصر لصالح المشروع الصهيونى، بعد أن بدأت تظهر بوادر لمحاولة الإفلات منه.
من جانبه، قال رئيس اللجنة الشرعية بالجماعة الإسلامية، عبد الآخر حماد، إن هناك مؤامرة تدبر ضد مصر فى إثيوبيا، مشيرا إلى أن بناء سد النهضة يعتبر تهديدا للأمن القومى لمصر، مما يمثل إعلان الحرب ضد مصر.
وأشار حماد، فى تصريح خاص، إلى أن ما أقدمت عليه إثيوبيا خطير، لكن لا بد من التريث قبل إصدار فتاوى شرعية متسرعة ضدها، موضحا ضرورة تشكيل لجان فورية لدراسة الموقف على المستوى الدبلوماسى.
حماد حمّل مسؤولية ما حدث إلى الحكومات السابقة، نظرا لتجاهلها الأمن المائى، متابعا أن إعلان الحرب على أى دولة من اختصاص الدولة، وليس من اختصاص الأحزاب أو الجماعات أو الأشخاص، نافيا ما تردد حول فتواه بتنفيذ عمليات ضد إثيوبيا من قلب الجماعة الإسلامية.
فى نفس السياق، القيادى الإخوانى أحمد مطر حمد الله أن رئيس الحكومة هشام قنديل لا يزال باقيا فى منصبه، لأنه كان وزيرا سابقا للرى ويمكنه التعامل بشكل محنك مع أزمة سد النهضة، معربا عن تفاؤله بأن أزمة سد إثيوبيا قد تكون فاتحة خير ودافعا قويا لمشروع قومى تنموى عملاق لمستقبل مصر.
بينما أوضح المتحدث باسم جماعة الإخوان أحمد عارف أنه عندما يُذكر نهر النيل تسمع من أفواه العالم (مصر)»، مشيرا إلى أنه «مع أن النهر يرتبط بعشر دول، إلا أن مصر هى أم الدنيا وأخت الزمان، وقد فقدت كثيرا من وزنها السياسى خلال سنوات عجاف طويلة قبل الثورة، ولا بد أن تستعيد ريادتها الإقليمية، وأن تحافظ وبكل بسالة على أمنها القومى وعلى رأس أولوياتها (الأمن المائى)».
وختم عارف بأننا فى حاجة إلى دبلوماسية رسمية قوية مدعومة بدبلوماسية شعبية من كل قوى المجتمع وجمعياته وأحزابه، وأيضا قوى المجتمع الناعمة، ومنها الكنيسة المصرية ودورها الوطنى فى الامتداد الروحى مع الكنيسة الإثيوبية وتأثيرها فى صناعة القرار الإثيوبى.