يثبت الإخوان بشكل قاطع فى كل ممارساتهم أنهم لا يختلفون أبدا عن الحزب الوطنى الفاسد.. بل إنهم يتمثلونهم فى أدائهم.. لكن بشكل أسوأ.
ويستخدمون نفس منطق «الفزاعة».
فكما كان مبارك ونظامه يستخدم «فزاعة» الإخوان ليستمر فى استبداده فى رسالة إلى الداخل والخارج بأن التطرف هو بديل الحكم.. إذا بالإخوان يستخدمون فزاعة عودة النظام القديم.. من أجل أن يستمروا على استبدادهم بالسلطة.
فالإخوان يسير على نفس طريق الحزب الوطنى بالضبط.
ولم يجد محمد مرسى حديثا عن مستقبل هذا البلد فى ظل إدارته الفاشلة.. إلا أن يقول «لا عودة للنظام القديم».. ناهيك بهرتلته التى اعتادها الناس -للأسف- من قبيل «أنا عارف مين بيقول إيه إزاى علشان مين»، وذلك فى خطابه أمام جمعيات أهله وعشيرته الأهلية الأربعاء الماضى.
يعنى كتب على المصريين أن تنتقل السلطة بهم من الحزب الوطنى الفاسد إلى الإخوان الفاشلين.
الظريف جدا أن الإخوان المسلمين ومحمد مرسى هم من النظام القديم.
أى أن النظام القديم هو الذى يحكم لكن تم تغيير مبارك وحزبه الوطنى الفاسد بمحمد مرسى وجماعته الفاشلة.
فقد كانت جماعة الإخوان شريكة رئيسية لنظام مبارك فى السنوات الأخيرة وكان يستغلها مبارك للحفاظ على سلطته وحكمه وكانت الجماعة راضية مرضية.. وكانت على علاقة مفتوحة مع أجهزة مبارك الأمنية، بل إن محمد مرسى نفسه كان أحد شخصيات الجماعة الذين يعقدون اتفاقات مع النظام.
ولم يكن أبدا الإخوان ضد نظام مبارك، أى نعم كانوا فى المعارضة.. ولكن كانوا على استعداد لبيع المعارضة فى أى وقت إذا «شوّحت» لهم السلطة ب«الجزرة» ويهرولون سريعا.. ولعل ما جرى فى انتخابات مجلس الشعب عام 2010 دليل على ذلك.. فقد خرجت جماعة الإخوان عن إجماع المعارضة فى مقاطعة الانتخابات من أجل فضح وكشف نظام مبارك وأصرُّوا على الدخول فى تلك الانتخابات باتفاق مع أجهزة مبارك الأمنية.. وهو ما رحب به قيادات من الحزب الوطنى فى ظل مقاطعة القوى الحيوية والوطنية لتلك الانتخابات.. وهى الدعوة التى أطلقها مبكرًا محمد البرادعى.
فالإخوان جزء من هذا النظام «النظام القديم» ولم يكونوا أبدا ثوريين ولم يكونوا يدعون إلى الثورة.. ولم يشاركوا فى أيامها الأولى وإنما شاركوا بعد أن اطمأنوا إلى انهيار الأجهزة الأمنية.. وأتوا برجالهم ليهربوا من السجون مثلهم كمثل المسجلين خطرًا ومن بينهم محمد مرسى.
واستطاعوا بتنظيمهم السرى أن يسطوا على الثورة.
ومع هذا لم يكن عندهم أبدًا أى مانع فى وقت الثورة للتعاون مع النظام القائم وهرلوا للحوار معه فى الوقت الذى كان فيه الثوار فى الميدان يقولون «لا حوار إلا بعد الرحيل».. ألم يذهب محمد مرسى والكتاتنى إلى مقابلة عمر سليمان؟ أليس هذا تعاونًا مع النظام القديم؟
فضلا عن أن محمد مرسى نفسه ما زال يتعاون مع أفراد من نظام مبارك ويصطحب فى سفرياته رجال أعمال مبارك.
بل إن هشام قنديل رئيس الحكومة الذى يصرّ محمد مرسى على بقائه رغم فشله العظيم مثله من النظام القديم، وكان مدير مكتب محمود أبو زيد وزير الرى فى حكومة الحزب الوطنى الفاسد.
واسأل ما شئت ماذا يفعل حسن مالك الإخوانى مع رجال أعمال.. النظام القديم!
كل العيب أن يأتى الآن محمد مرسى ويتحدث عن النظام القديم.. ويتبع نفس الأسلوب الذى كان يتعامل به النظام القديم.. فهو من النظام القديم الذى قامت الثورة للتخلص منه.
فكما ذهب الحزب الوطنى إلى مزبلة التاريخ.. فأيضا يجب أن تذهب جماعة الإخوان إلى مزبلة التاريخ. فكلاهما واحد، كذب وتضليل واستبداد وظلم وسرقة ونهب.