من الصعب أن يكون أحد ضد أن يقوم المسئول بزيارات مفاجئة، لكن أن تكون هذه الزيارات وسيلة لعمل شو إعلامي فقط والإيحاء بأن المسئول شايف شغله كويس و«الباقي هو اللي وحش» فهنا الأمر يختلف، يوم الثلاثاء الماضي ذهب وزير التعليم د. أحمد زكي بدر إلي مدرسة غمرة الثانوية الصناعية التابعة لإدارة حدائق القبة التعليمية في زيارة مفاجئة كعادته، وقرر خصم 7 أيام من راتب 2 من المدرسين مع طلب تقرير عاجل عن حالة المدرسة من رئيس هيئة الأبنية التعليمية اللواء نبيل حلمي والمقاول الذي قام بتنفيذها. هنا الوزير يحاسب المعلمين علي أخطاء ليس لهم فيها «ناقة ولا جمل» حيث يحاسبهم علي نقص المعدات والإمكانيات.. أمر عجيب لأن المدرسين ليس من وظيفتهم تغيير الأجهزة والمعدات التي لم تجدد، علي سبيل المثال في مدرسة غمرة الثانوية الصناعية منذ عام 1960. الخبراء قالوا إن هناك مرجعية يمكن للوزير العمل من خلالها إذا كان يريد إصلاح التعليم بالفعل وهي العمل علي زيادة المدارس الحاصلة علي شهادة الاعتماد والجودة وهي الشهادة التي تعتبر فاصلاً بين مدرسة جيدة وأخري سيئة.. وعدد المدارس الحاصلة علي الشهادة حتي الآن لم يتخط ألف مدرسة من بين 43 ألف مدرسة في مصر، وأضاف الخبراء أن الزيارات المفاجئة فقط ستعمل علي الانضباط الشكلي للمدارس دون أي مضمون! عبدالحفيظ طايل مدير مركز الحق في التعليم قال: المفترض أن يعلم الوزير المدارس بزيارته حتي يستمع لشكوي المدرسين الحقيقية وما يريدونه بالضبط لتيسير العملية التعليمية بشكل جيد يليق بدولة كمصر، لكن الوزير يحاسب مديري المدارس والمدرسين علي نقص العدد والأجهزة اللازمة للعمل في المدارس الفنية أي أنه يحاسبهم علي مهام وظيفته، وأكد طايل أن أقصي ما يمكن أن يتغير في المدارس هو الحفاظ علي إطار خارجي للمدارس يحفظ شكلها أمام الزائرين، وقال: «يعني المدرسة تبقي زي الفل من بره وتدور علي المضمون متلاقيش»، مضيفاً أنه علي الوزير إيجاد آلية مباشرة للاتصال بينه والمدارس للوقوف علي مشاكلها الحقيقية بدلاً من انتهاكه للقانون بقرارات النقل التعسفي وعليه أن يضيف للمدارس إمكانيات جديدة ولا يحاسب المدرسين عليها لأنهم يعملون أصلاً في ظروف شديدة القسوة. اللافت أن جميع المدارس التي قام «بدر» بزيارتها لم يحدث فيها جديد حتي الآن ولم يزد حتي «ديسك» جديدة فيها. مصدر بوزارة التعليم تساءل ما أهمية الزيارات إن لم يكن هناك مضمون فعلي للتطوير؟ وقال «ماينفعش أهتم بالشكليات علي حساب المضمون «وما يفعله الوزير مجرد «فرقعة إعلامية» بدون عائد تربوي وطالما المدرسة لم تحصل علي شهادة الجودة والاعتماد أو لم تتقدم لها فبالتأكيد تعاني نقص الإمكانيات والمفترض عليه أن يقوم بزيادة عدد المدارس الحاصلة علي الشهادة لأن العدد قليل جداً بالنسبة لعدد المدارس في مصر. وأضاف المصدر أنه يتعجب أن بدر طوال زيارته المفاجئة لم يأمر بتدريب مدرس واحد علي أي جديد أو زيادة إمكانيات مدرسة فقط هو يقوم بالخصم والنقل وهي آليات «لا تحل ولا تربط».