بيومى: معاينة الجندى أكدت الاعتداء عليه بالضرب المباشر والتعذيب فى جميع أجزاء الجسم قضية وفاة الناشط السياسى محمد الجندى لم يتم بعد وضع الكلمة الأخيرة فيها، على الرغم من انتهاء اللجنة الخماسية من كتابة تقريرها النهائى. «الدستور الأصلي» تنشر شهادة الدكتور محمد بيومى أستاذ استشارى العناية المركزة، الذى كان مسؤولا عن «الجندى» فى أثناء وجوده فى العناية المركزة، ومتابعا لحالته قبل وفاته، أوضح أن التقرير الأول للطب الشرعى الذى صدر عقب وفاة الشهيد الجندى، تجاهل تماما حقيقة ما حدث له، مضيفا أنه أدلى بشهادته فى النيابة العامة بعد صدور التقرير الأول للطب الشرعى، الذى ادّعى أن الوفاة نتيجة حادثة سيارة، وهو الأمر الذى نفاه تماما تقرير اللجنة الثلاثية الثانى، وأكّد أن الوفاة حدثت نتيجة الضرب والتعذيب، وهو التقرير الّذى طعن عليه وزير الداخلية ليتم تشكيل لجنة خماسية ستقدم تقريرها خلال أيام.
بيومى أوضح، وما شاهدته قبل الوفاة إضافة إلى صور الصفة التشريحية تجعلنى على درجة اليقين بأن استشهد نتيجة ضرب مبرح بطرق عدة، وبأجسام عديدة، ومن اتجاهات مختلفة، وليس كما ورد فى الروايات الرسمية نتيجة حادثة سيارة، وهذا وصف بالإصابات كما شاهدتها:
1- الصور الأولى هى صور لملابس الجندى، فالبنطلون لا توجد عليه آثار احتكاك، كما يوجد أثر لبقعة دم على الجاكيت، وإن كان هناك آثار احتكاك على الجاكيت فهى صغيرة جدا لدرجة تنفى حدوث سحب نتيجة حادثة سيارة، كما ادعى التقرير الأول للطب الشرعى.
2- الصورة رقم 15 وهى صورة لجرح تهتكى موضعى بالرأس ويرجح أن يكون السبب المباشر للوفاة كما يثبت ذلك تقرير الأشعة المقطعية، وليس حوله سحجات وهو ما ينفى حدوث احتكاك، ويرجّح حدوث ضربات موضعية مباشرة بجسم غليظ.
3- صورة رقم 16 السحجات بالوجه تأتى من مختلف جوانب الوجه لا من جانب واحد من الوجه، مما يرجح وجود سحب على الأرض من اتجاهات متعددة، كما أنه توجد أيضا رضوض وكدمات وجروح متعددة كالتى تحدث نتيجة تعذيب وسحل على مراحل متعددة، أو ارتطامات متعددة، وتنفى حدوث ارتطام واحد كبير مع السحب كما ادعى التقرير أنه على الجانب الأيسر، والواقع يؤكد أنها من أوجه عديدة وليست فى أغلبها على الجانب الأيسر.
4- صورة رقم 17، 18 الآثار على الخد تحت الحاجب نتيجة ضربة مباشرة وليست احتكاك.
5- صورة 20 الجرح بالرأس تهتكى وليس منتظما بما يعنى أنه نتيجة ضربة مباشرة بجسم غليظ.
6- صورة 21 الجانب الأيمن من الوجه متأثر بكدمات فى الوجه والوجنة والأذن، بما ينفى فكرة حدوث احتكاك للجانب الأيسر من الجسم كما ورد بتقرير الطب الشرعى الأول.
7- صورة 22 الركبة اليمنى بها آثار لكدمة وجرح بلا سحجات، مما يرجح وجود ضربة مباشرة ولا توجد آثار احتكاكية.
8- صورة 23 الرِجل اليسرى بها سحجات ورضوض لكن فى أوجه مختلفة مما يعنى حدوث احتكاكات عديدة نتيجة سحب فى أوضاع مختلفة وباتجاهات مختلفة، كما أن بها إصابة مباشرة فى مقدمة الركبة.
9- صورة 24 جروح مختلفة «جروح، سحجات، رضوض» باليد اليمنى وليست فى جانب واحد من اليد، مما يعنى حدوث إصابات متعددة لا ضربة واحدة من اتجاه واحد.
10- صورة 25 و26 تبين وجود إصابة أعلى عظمة الإلية اليمنى بالخلف مع إحمرار وزرقة وتجمع دموى أسفل الظهر بالناحية اليمنى.
11- صورة 28 توضح وجود جروح سطحية فى الوجه وعظم الوجنة يمين العين فى اتجاهات مختلفة، مع وجود حزّ بالرقبة وجرح أسفل الأذن، وتجمعات دموية بالجانب الأيمن من الرقبة، وهى بعيدة تماما عن تفسير الرواية التى افترضها تقرير الطب الشرعى عن احتكاك الجانب الأيمن من الجسم، ويتطابق مع شهادة شاهد الإثبات الوحيد والذى قال إنه شاهد الجندى يُشدّ من قلادة برقبته.
12- صورة رقم 29 ويظهر بها إصابة فى الجانب الأيسر والأوسط من الظهر مع وجود حافة سفلى مستقيمة وشديدة الإحمرار، كالتى نراها نتيجة الضغط بجسم صلب له حافة حادة بقوة كبيرة «كما يحدث من الضغط بوزن شخص يرتدى بيادة على ظهر الضحية»، كما أن هذه الصورة توضح إصابات أخرى منتشرة فى الجانب الأيسر والأوسط من الظهر، مكونة من كدمات كبيرة، وتجمعات دموية واسعة، ونقاط نزفية بأعلى الظهر، وهى أبعد ما تكون عن كونها نتيجة احتكاك بسبب حادثة سيارة، حيث إن السحجات على الظهر غير ملحوظة تقريبا، وكل ما هو ظاهر من الإصابات هو نتيجة ضربات مباشرة بأجسام غليظة أو نتيجة الضغط أو الضرب بأجسام ثقيلة ذات حواف صلبة.
13- صورة 29 وبها يظهر وجود تجمعات دموية واسعة فيها إحمرار وزرقة بالإضافة إلى الإصابات السابقة الموصوفة بالظهر، وأيضا تجمع دموى أعلى الإلية اليسرى.
14- صور 33 و34 و35 و36، وتوضح وجود نزيف داخلى بالجانب الأيمن والأعلى من الرأس مع وجود تهتكات، وهناك صور توضح التهتكات فى الجانب الأيسر من المخ بجوار الجرح التهتكى بالرأس.
15- صورة الجاكيت والتى توجد بها بعض الاحتكاكات الخفيفة البسيطة والتى لا يمكن أن تفسر استنتاج التقرير الأول للطب الشرعى بحدوث احتكاك على الجانب الأيسر للجسم.
16- عموما آثار الملابس لا يمكن أن تكون آثار سحب شديد واحتكاك واسع للجسم أو للجانب الأيسر تحديدا كما ادعى التقرير الأول.
17- التقرير الأول للطب الشرعى أهمل تماما السبب الأساسى للوفاة ودليله المتمثل بالجرح التهتكى بالرأس، والذى ادعى التقرير أن الجرح غير واضح وبه آثار التئام وخيوط جراحية، ومما تجدر الإشارة إليه أننى لم ألحظ وجود أى خياطة للجرح عندما كان محمد بالمستشفى، وهو أمر منطقى ومعروف، أن الجروح التهتكية لا يتم تخيطها!! ولم يقم التقرير بتحليل سبب الجرح ودلالاته، كما لم يشر إلى أنه لا توجد أى سحجات محيطة به، وهو ما ينفى فكرة السحب كما أن الجرح غير قطعى وإنما تهتكى وكبير.