الطبيعة الجبلية.. والجهل.. وغياب الأمن، بالإضافة للعديد من العوامل جعلت قرية الحجيرات بمحافظة قنا أكبر موطن لتجارة المواد المخدرة والسلاح علي مستوي المحافظة، فرغم أن القرية لا تبعد سوي 16 كيلو متراً فقط عن مديرية أمن قنا، فإنها تعتبر أقدم وأشهر القري في تجارة الموت والمخدرات والسلاح والذي يباع علنياً في الشوارع، ما أن تدخل إلي مدخل القرية إلا وتجد أطفالاً لا تتجاوز أعمارهم سوي العشر سنوات وهم يحملون البنادق علي أكتافهم ويتجولون وسط الزراعات والشوارع الرئيسية بالقرية، حيث تعتبر تجارة السلاح في الصعيد بصفة عامة وبقرية الحجيرات بصفة خاصة تجارة قديمة اكتسبت رواجها بحكم التقاليد والعادات وذلك أما لتصفية الخصوم في الثأر أو لحماية أنفسهم من أجهزة الأمن أثناء قيامهم بالاتجار في المواد المخدرة. ينتشر في تلك القرية العديد من أنواع الأسلحة بداية من فرد الخرطوش الروسي وحتي «الآر بي جي» والرشاش الكلاشينكوف، حيث يتم تهريب هذه الأسلحة إما عن طريق الدروب الصحراوية والتي يتم إدخالها عبر معبر رفح بين الحدود المصرية الإسرائيلية أو منفذ السلوم بين مصر وليبيا أو بين الحدود المصرية السودانية وذلك من خلال النقط الحدودية ضعيفة الحراسة، والتي تنقل علي الجمال أو السيارات وفور دخولها الحدود المصرية تم تخزينها داخل مغارات في الصحراء ثم نقلها إلي تلك القري. كما يتم تهريب السلاح عن طريق نهر النيل من خلال مراكب الصيد وصنادل النيل عبر السودان، حيث تم إخفاء تلك الأسلحة في براميل أو قيعان الصناديل وتسليمها إلي أقرب القري المطلة علي نهر النيل ثم توزيعها علي باقي القري. وتجد تجارة السلاح في قرية الحجيرات والسنطا والسلافات والكرنك وبهجورة وأبومناع بمحافظة قنا انتشاراً واسعاً نتيجة إقبال المواطنين عليها. ومن أشهر الأسشلحة التي يستخدمها المواطنون في تلك القري الفرد الخرطوش الذي يتراوح سعره بين 400 و 800 جنيه علاوة علي الطبنجات 9 و8،5 مم، وسعرها واحد فأغلاها نوع يسمي «سميس» والذي يقدر ثمنه بنحو 35 ألف جنيه تليها الطبنجة الإيطالية وثمنها 12 ألف جنيه، ثم البلجيكية وسعرها 10 آلاف جنيه والإسبانية 6 آلاف جنيه، وأما عن سعر الطلقات لهذه الطبنجات فتباع ب 10 جنيهات، أما السلاح الثالث والذي يستخدم في تصفية الخصوم الثأرية في تلك القري هو الرشاش الآلي. وقد ظهر في قري قنا المشهورة بتجارة السلاح أو الأكثر استخداماً لها ما يسمي بالتجريدة أو« جمع السلاح من كبار أفراد العائلات»، حيث تتكرر عملية جمع السلاح من المواطنين مرتين خلال العام الواحد، وتلتزم العائلات بتسليم عدد من الأسلحة لضباط المباحث لتقفيل المحاضر وحصول الضباط علي الترقيات. وفي أغلب الأحيان تقوم العائلات بجمع الأموال من أفرادها لشراء العدد المطلوب من الأسلحة من السوق السوداء وتسليمها لأجهزة الأمن بصرف النظر عن كون هذه الأسلحة صالحة للاستخدام من عدمه. أما عن تجارة المخدرات بالحجيرات، فتنتشر فيها تجارة نباتي البانجو والحشيش واللذين يتم بيعهما علانية، علاوة علي مادة الأفيون المخدرة. وتعتبر قرية الحجيرات في قنا من القري المنتجة لنبات البانجو، حيث تتم زراعته في وسط الأراضي الزراعية وحصده وبيعه للموزعين دون تدخل من جانب الأمن.