قدمت البلاغ كنوع من الاعتذار لأبناء الشهداء وتطييب خاطرهم عما قاله عز إضافة لشعوري بالإهانة الشخصية يبدو أن «عز» من كثرة ما قاد أعضاء الحزب الوطني بالنظرات والموبايلات تسرب إليه إحساس بأنه حاكم الوطن فتقمص دور القائد الأعلي للقوات المسلحة أحمد عز في سابقة من نوعها، تقدم يحيي حسين عبدالهادي - المقدم المتقاعد بالقوات المسلحة - ببلاغ للمدعي العام العسكري يطالب فيه بالتحقيق مع أحمد عز بصدد ما نشرته الصحف علي لسانه في البرلمان بأن الجيش المصري لو دخل حرباً بعد 6 أشهر فإن دولاً مثل قطر والسعودية والجزائر لن تدفع ما عليها لهذه الحرب، وحاورت «الدستور» المهندس يحيي حسين صاحب تفجير قضية بيع عمر أفندي الشهيرة ومؤسس حركة «لا لبيع مصر». ما قصة بلاغك ضد أحمد عز والصفة التي تقدمت بها ؟ - قدمت البلاغ بصفتين، الأولي أنني مواطن، والمواطنون هم أصحاب الحق في هذا الجيش، ويقدسونه عبر التاريخ لأنه الجيش رمز للوطن، فالجيش لا يرتزق أبداً كما قال أحمد عز الذي بدا وكأنه سمسار يتحدث عن جيش من المرتزقة، لذا كان واجباً علي كل مواطن أن يرفع الحرج عن هذه المؤسسة ويدافع عنها في مثل هذه المواقف، كما أنني تشرفت بخدمة المؤسسة العسكرية لمدة 20 عاماً، منذ أن كنت طالباً في الفنية العسكرية وضابطاً مهندساً وتقاعدت لعدم اللياقة الطبية عام 92. هل ما قاله أحمد عز إهانة من وجهة نظرك لهذه المؤسسة؟ - الجندي يستشهد دفاعاً عن شبر من تراب الوطن وليس دفاعاً عن طن حديد، وبدا أن هناك قصوراً في فهم أحمد عز لمثل هذه العقيدة، وبدا من كلامه أنه لا يفرق بين الوطن والشركة، وبين من يخضعون كل شيء لحسابات المكسب والخسارة والجنيه والدولار ومن يضعون وطنهم فوق كل الحسابات. ما دافعك لتقديم البلاغ ؟ - قدمته كنوع من الاعتذار لأبناء الشهداء وتطييب خاطرهم عما قاله أحمد عز، بالإضافة لاستشعاري الإهانة الشخصية بصفتي أحد المنتسبين للمؤسسة العسكرية. ما الإهانة من وجهة نظرك ؟ - أحمد عز حدد تحت قبة البرلمان ثلاث دول، وقال إن قطر ميزانيتها 100 مليار دولار والجزائر مش عارف كام، والسعودية كذلك لكنه لم يحدد ميزانيتها ولا أدري لماذا اختار هذه الدول بالتحديد، وقال لو دخلنا حرباً بعد 6 أشهر لازم كل واحد يدفع اللي عليه، دي مسخرة، الكلام الصحيح إن مصر ليس فيها جيش من المرتزقة، فأرواح أبناء مصر ودماؤهم ليست سلعة كالحديد تباع وتشتري، وأحمد عز ومثل هؤلاء الأشخاص يحتاجون لتربية وطنية من أول وجديد. لماذا لم تتقدم ببلاغك إذن للنائب العام ؟ - لأن الجريمة وقعت في حق القوات المسلحة ووقعت في مجلس الشعب، لذا تقدمت ببلاغي للمدعي العام العسكري، ورئيس نيابة شرق القاهرة العسكرية التي يقع في نطاقها شارع مجلس الشعب. لماذا لم تتقدم بالبلاغ فور تصريحاته مباشرة ؟ - انتظرت لمدة أسبوعين حتي يعتذر أحمد عز لكنه لم يفعل رغم هجوم العديد من الكتاب والمفكرين عليه لكنه لم يفكر في الاعتذار لذا كان لا بد أن أتقدم بالبلاغ. هل تتوقع أن يتم فعلاً استدعاء أحمد عز والتحقيق معه ؟ - أنا علي ثقة أن المدعي العام العسكري سيفعل ما يجب أن يكون، فأنا دوري انتهي بتقديم البلاغ والنيابة العسكرية تتولي التحقيق. ما الذي دفع أحمد عز ليفعل ما فعل ؟ - السبب هو المناخ العام، وتشبعه بأفكار الحزب الوطني، وطول تعامله مع أعضاء أمانة السياسات، فمنهم من ليست لديه أي حساسية أو اعتبار بمبادئ الوطنية، سواء في السياسة أو الاقتصاد، فهذه المجموعة ليس لديها أي مشكلة في تملك الأجانب أصول مصر، ويعتبرون ما نقوله عن عدم بيع تلك الأصول شعارات، كما أنهم لا يجدون أي مشكلة في التعامل الاقتصادي مع عدو مثل إسرائيل، وسبق لبعضهم التحدث صراحة في ذلك مثل الدكتور إبراهيم كامل، فهذا هو المناخ الذي يعيش فيه أحمد عز. هل هناك دوافع أخري ؟ يبدو أن أحمد عز من كثرة ما قاد أعضاء الحزب الوطني في مجلس الشعب، سواء بالنظرات أو الهمسات أو رفع اليد أو رسائل الموبايل، يبدو أن إحساساً تسرب إليه بأنه حاكم هذا الوطن، فتقمص دور القائد الأعلي للقوات المسلحة.