الباحث في الشأن الإسلامي الدكتور سيد القمني قال "عندما يطلب مني أن اتحدث عن واقع ومستقبل الأقليات في الفقه الإخواني، فلدي مشكلتين، أولها ما هو الفقه الإخواني؟ والأمر الثاني هو كيف يمكن أن نعرف الأقليات؟ خاصة في ظرف مصر الحالي انقلبت المفاهيم لمصطلحات كنا نستخدمها سابقا". القمني أشار في الجلسة الرابعة مساء (السبت) خلال مؤتمر "الحريات والأقليات تحت حكم الإخوان" الذي ينظمه منتدى الشرق الأوسط للحريات على مدار يومين وينتهى (الأحد)، إلى "نص الأستاذ يوسف القرضاوي فقيهم الأكبر الذي خصص كتاب "الإخوان المسلمون"، وعدد صفحاته 600 صفحة، ولا يرد ذكر أحد الإخوان الحاليين إلا بعبارة رضى الله عنه". وأوضح أنه قال "الأستاذ قرضاوي، وأقول أستاذ وليس شيخ فلقب أستاذ كريم لأنني لا أعترف بوجود مؤسسة دينية في الإسلام لذا فلا يوجد شيخ، ولا أستطيع أن أقول له دكتور، فكيف يحصل علي دكتواره في الغيب، وكيف نتأكد من حديثه إذا كان صح أو خطأ". وحدثت مشاداة عندما تدخل كامل البحيري – أحد المنتمين للتيار الديني- وقال له "تكلم في الموضوع"، فتدخل الدكتور كمال مغيث وطلب منه عدم المقاطعة، ورد الدكتور سيد القمني وقال "تقولون: من لا يعجبه يترك مصر، ولكننا لن نستطيع أن نقول ذلك لأن كل مصري عزيز علينا، وأقول لك من لم يلتزم بالجلسة فليتركها، وهأقول اللي أنا عايزه". وتابع "هذا اعتادنا عليه من الإخوان لضرب كل اجتماع، ياريت لما يجي دوره اسمع كلام مهم قدام الزيطة اللي عملها".
وفي نهاية الجلسة أخذ البحيري الفرصة للتعليق وتحدث عن وجوب احترام الآخر حتس يتم التواصل، وأضاف أن الإخوان ليسوا الإسلام بل هم مجموعة من المسلمين"، وعن بناء الكنائس قال البحيري "هذا واجب علينا دينيا بناء الكنائس، لكن لما تكون مساحة الكنائس والأديرة تسع ل37 مليون شخص فلا..."، وهنا قاطعه أحدهم وقال "الكلمة الأخيرة كشفتك على حقيقتك"، وطلبب منه الدكتور كمال مغيث الذي أدار الجلسة أن ينهي كلمته التي طالت.
القمني أضاف "عرف لي ما هو الحكم الإسلامي، وما هو فقهك السياسي، فهذا الفقه يملك المستحيل أن يكون سنده من القرآن والسنة والتاريخ الإسلامي، خاصة أن الإسلام لا يعرف شئ اسمه الديمقراطية، لأنها لم ترد في القرآن أو السنة أو التفسير ولا حتى في كناية ولا تشبيه، والإسلام لا يعرف شيئا اسمه الدولة ولا نظام الحكم، فديننا الإسلامي لا يوجد فيه ما يشير لمعنى الدولة ونظام الحكم".
وأوضح "عندما "تتكلم عن معاني المجتمع الإسلامي الذي ننشده" مشيرا إلى كتاب للشيخ يوسف القرضاوي بهذا الاسم مضيفا "بعد 1400 سنة تبحث عن المجتمع الإسلامي المنشود"، وتابع "ويقول لديهم فقه السياسة الشرعية والمواريث والدستوري والأسرة والمعاملات الإقتصادية وغيره"ا، متسائلا: إذا كان كل هذا موجود فلماذا الانتخابات التشريعية؟ هل ستدخل تشارك ربنا في حكمه؟ "ما أنت تقول: ما الحكم إلا لله، أم ترى في نفسك دون الناس أنك تمثله". وأضاف "أم ننتخبهم ليتمكنوا من رقابنا، ففي الأول يتكلم بلغة الحداثة وفولتير ورسو ثم يظهر بعد ذلك هذا الفقه، ولو كان هذا الفقه موجود فلم يحمي الدولة من الفتن الكبرى، وإذا لم يحفظ رأس الدولة وأمنه وسلامه فسيحفظ لي أنا المواطن أمني وسلامي" مشيرا لدولة الخلفاء الراشدين. وتسائل: هل سيتم تعريف بقية المسلمين بالعالم؟ وهل تلزم بها كل دول العالم الإسلامي ومن لم يلتزم بها سنشن عليهم حرب ليتزموا؟ موكدا "كل هذه افتراضات لأنهم لا يفعلوا هذا أو ذاك".
القمني لفت إلى أن "الحديث عن فقه إخواني يواجه مشاكل كثيرة، فماذا يقول عن الديمقراطية، ولماذا ترك الشورى والبيعة للديمقراطية والصناديق وكل آلياتها؟ وكنت تسمي القانون والدستور الطاغوط فلماذا تلجا له؟" وتابع :لماذا تركوا الدولة الإسلامية وما فيها ولجاوا للغرب صاحب المبدأ الديمقراطي؟ "معنى ذلك أن دولتك الإسلامية معيبة من وجهة نظرك وإلا لماذا تركتها؟". مؤكدا "هذا الكلام ليس عيبا في ديني". وتسائل: هل حصل وفتح باب الترشيح للخلافة والولاية؟ وهل أفهم أن 14 قرن من الزمان قد ذهبت هباء؟ وأضاف "كل ما تكلمهم يقولوا احنا الأغلبية، و حين عدت للقرآن الكريم والأحاديث وجدت الأكثرية مصحوبة بالذم، مثل أكثرهم لا يفهمون.. لا يعلمون.. يضلوك، والأقلية ممدوحة في القرآن الكريم". وقال "يا نتكلم في الدين او نتكلم في السياسة، ولو سنتكلم دين وسياسة فسأقول ما أقوله الآن".
وقال القمني "بالنسبة لي كمسلم الإخوان أضافوا للدين ما ليس فيه، ويواجهون مشكلة مع المسلمين الذين تحول دينهم على أيدي الإخوان ملهاة "فرانكو آراب"، ولدي مشكلة في الأصول الشرعية للخلافة، التي تقول الخلافة في قريش والإخوان ليس فيهم قرشي واحد، يبقى نستورد واحد من الحجاز، فهل نأتي بعبد الصمد القرشي، وبهذا المنطق لابد أن تقوم الخلافة في السعودية ومصر، وده معناه إن آل سعود يروحوا، ونخلط ميزانية السعودية على ميزانية مصر". مشيرا إلى أن "السعوديون أكثر ذكاء من الحركات الإسلامية، الآخرى، لم يقيموا دولة حديثة بل عمقوا الهوة والخلاف بين القبائل، وهذا التعدد من المفترض أن يمثل ثروة حقيقة للجزيرة حال احتكمت للأحزاب والديمقراطية، ولذا لم يقميوا أحزاب لأنه نظام غربي لا سابقة له في الإسلام".
وانتقد تصرفات الإخوان الذين يطالبون بتطبيق الشريعة قائلا "لماذا رفع الضرائب على الخمور، والدستور يجب أن يحمل كل أمر على الفضيلة وينهي عن الرزيلة حسب شرع الإسلام، فماذا تأخذ قرض بالربا وتقول مصاريف إدارية؟.. فالربا حرمه الإسلام حماية للضعيف لأن الضعيف مضطر للاقتراض". وتابع "قبل الوصول للحكم طالبت بقطع العلاقات مع إسرائيل؟ والان تجدد السلام معهم".
وقال "بدخول الجماعات الدينية لساحة العمل السياسي اكتسبت المصطلحات دلالات أخرى، فعندما تقول الصناديق إن الاخوان أغلبية، إذن كل جماعة في الشعب أقلية"، مضيفا "الشباب في الشارع ليسوا ضد أسلمة الدولة بل أخونة الدولة، ولا يريد أن يأخذ الرئاسة منك، فتقتله يا مؤمن يا مسلم لأنك خايف على حكمك".
وأوضح أن "المبدأ عندهم اسمه السمع والطاعة وعايزين يطبقوه علينا، وقال "الانجليز كانت الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، وحكمت الهند ومصر، ولما أتو لمصر كانوا أقلية ورغم ذلك حكموا بالحديد والنار لمصلحتهم. وأرى الإخوان فعلوا أكثر مما فعل الاستعمار، وعدم المساواة يجعل الأقلية أغلبية ويميزها بالثراء المادي، وعدم المساواة في ديمقراطيتنا المكسحة يتتضح عندما نجد المسيحيين أكثر من الإخوان عددا ولكنهم أقلية، وما حدث هو سرقة علنية للحكم واحتلال قام على الغش والخداع واستخدموا الديمقراطية لخلق أغلبية مزيفة وحولوا المجتمع لمجموعة من الجزر والقبائل".