من الواضح أن سيادة وزير التربية والتعليم الجديد محبوب للغاية، بدليل عشرات رسائل البريد الإلكتروني، التي امتلأ بها بريدي، والتي تحوي فضائح لا حصر لها، من أيام عين شمس، وعين الصيرة، والعين الحمراء، وحتي العين السخنة، وإحدي هذه الرسائل تؤكد، ودون أي دليل، أن سيادة الوزير يراقب كل تليفونات الوزارة، حتي يكشف ما يحدث فيها من فساد، ولو صح هذا - أقول لو صح - فهي مصيبة ما بعدها مصيبة، فليس لأن أي شخص يحتل مقعد وزارة ما، يعني هذا أنه صاحب الحق في مراقبة تليفونات مرءوسيه، وهتك خصوصياتهم، اللهم إلا إذا اعتبر أنهم كلهم خلية إرهابية، تهدد أمن مصر كلها، ثم إنه لو عمل أي وزير، في أي وزارة، من هذا المنطلق، سيكون أشبه بقائد جيش، يشك في كل جيشه، ثم ينتظر من هذا الجيش أن يسانده في حربه، علي الرغم من أن أقصي ما سيفعله هذا الجيش، هو أن يفشل كل ما يحاول أن يقوم به هذا الوزير، حتي يفقع فشله عين الأعمي، ولا يعود بقاؤه في منصبه منطقياً أو ممكناً. ثم إن الأمر خطير للغاية، لو صحت هذه المقولة... خطير من الناحيتين، القانونية والسياسية، فالأمر يتجاوز مجرد فكرة إصلاح تعليم، إلي فكرة إفساد مجتمع، والاعتداء علي الحريات، ومخالفة الدساتير، وقوانين حقوق الإنسان وكل الأعراف الدولية والاجتماعية، ويجعلنا أمام حيرة عجيبة، وتساؤل منطقي، عن دور وزارة التربية والتعليم، أهو التربية والتعليم حقاً، أم الأمن ومحاربة الإرهاب؟!، ولو أنه كذلك، فلماذا وزارة الداخلية إذن، ما دامت وزارة التربية والتعليم تقوم باللازم؟!. إننا يا سادة نحتاج إلي وزير تربية وتعليم من قلب وزارة التربية والتعليم، يعرف المشكلات علي أرض الواقع، ولم يقرأها في تقارير ويسمعها من أصحاب مصالح... إصلاح التعليم لا يحتاج إلي وزير حام، بل إلي وزير هادئ، عاقل، وحكيم.... وزير يعالج التعليم بالعلم، وليس بالأمن.... هذا لو أردتم بالفعل إصلاح التعليم... أما لو كان الغرض هو الأمن، وسياسة أحلي م الشرف مافيش، مع تحيات أبو سريع السريع، فسلم لي عالجهل.... القادم.