سبق السيف العزل.. الذي سبق هو «شعبان عبدالرحيم» عندما قرر أن يغني «مبروك شفاك يا ريس» من تأليف شاعره الملاكي «إسلام خليل».. لا يترك «شعبان» أي موقف متعلق بالرئاسة إلا ويسارع بإعلان تأييده الغنائي.. لا توجد مناسبة إلا وكان «شعبان» حاضراً أنفلونزا الطيور، الخنازير، المعيز كل الأحداث المحلية والقومية والعالمية وغيرها استقبلها «شعبان» بأغنية حتي حذاء «الزايدي» الذي انطلق إلي رأس «بوش» قبل عامين كان «شعبان» جاهزاً بأغنية مع «إسلام خليل».. هل أحد منكم يذكر شيئاً من كل تلك الأغنيات.. لم يكتف «شعبان» بالغناء للرئيس وابن الرئيس، ولكنه لم ينس حفيدة الرئيس «فريدة» وضعها «إسلام خليل» في جملة غنائية؟!. ما يدهشني في هذا الأمر ليس غناء «شعبولا» لكل أفراد عائلة الرئيس، ولكن كيف أن الدولة لم تدرك أنه قد أصبح ورقة منتهية الصلاحية، وصار يعاني حالياً البطالة والأفول فلا شريط جديد ولا حفل ولا مسرحية ولا حتي فرح يدعي إليه وربما لهذا السبب قرر ممارسة لعبة التوريث وبدأ يسمح لأبنائه الثلاثة «سيد» و«خميس» و«عبدالرحيم» بالغناء لاستكمال المسيرة - الشعبولية - في صناعة الأغاني البشعولية - من البشاعة - أرجو ألا يعتقد أحد أن «إسلام خليل» يصحو في الصباح الباكر مثلاً ليقول أنا بحب الريس وحشني الريس وعايز أكتب أغنية للرئيس فيسمح له بالكتابة للرئيس ينبغي أن يحصل فريق العمل علي ضوء أخضر من الدولة بالغناء وهنا يصعد السؤال لماذا تبدو الدولة سعيدة وهي تستمع إلي «شعبولا»؟! ربما لأنها لا تزال تعتقد أنه يملك قدرًا من المصداقية في الشارع إذا كان «عمرو دياب» و«تامر حسني» و«شيرين» هم الجسر الغنائي القريب إلي الشباب فإن «شعبولا» هو الماسورة لأبناء البلد هكذا من الممكن أن تري الحسبة السياسية والحقيقية التي أراها في الشارع بعيدة عن ذلك تماماً.. أفهم أن تلجأ الدولة إلي «شيرين» لتغني للرئيس فهي المطربة الأولي الآن و«عمرو» و«تامر» كل منهما لديه حضور لا يمكن إنكاره في الشارع ولكن «شعبان» ظهر بعده أكثر من مطرب شعبي أزاحه تماماً ومن الممكن مثلاً أن يلعب هذا الدور الآن «سعد الصغير» فهو الظاهرة الحديثة الأكثر مشاغبة وحضوراً في الشارع ولكن يبدو أن الدولة لا تزال متشبثة بشعبان وكأنه قد صار مثل مواد الدستور 76 و77 و88 لا يجوز المساس بها؟!.