نصر الله: ملف محكمة الحريري آخر سلاح ضد المقاومة.. ولجنة التحقيق استدعت عناصر من الحزب حسن نصر الله أكد الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله أن لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري قد استدعت في الأسابيع الأخيرة «عددا من المقربين من حزب الله وبعض الأصدقاء للاستماع إليهم بصفة شهود في ملف التحقيق باغتيال الرئيس رفيق الحريري. وقد وصل العدد إلي 12 شخصا من المنتسبين والأصدقاء المقربين، والآن هي بصدد استدعاء 6 أشخاص». ولفت نصر الله إلي أن استدعاءات مشابهة حصلت سابقا لا سيما في فترة إطلاق الضباط الأربعة، وأوضح أن «من بين الذين جري استدعاؤهم مؤخرًا شخصًا يعمل كمسئول ثقافي وآخر يعمل في مجال جهادي له علاقة بالتواصل مع الأخوة الفلسطينيين». جاءت تصريحات نصر الله خلال مقابلة لتليفزيون المنار أجراها مشعه الإعلامي المصري عمرو ناصف ، وأكد خلالها أمين عام حزب الله أنه «حتي هذه اللحظة لم يوجه أي اتهام لحزب الله من قبل المدعي العام للمحكمة لكن لا نعرف ماذا يمكن أن يحصل في المستقبل» معتبرًا أن الاستهداف الجديد للحزب عبر ملف المحكمة هو آخر سلاح ضد المقاومة. وقال نصر الله: «أي لجنة تحقيق يفترض أن تلتزم بالسرية، سرية الشهود، سرية التحقيقات، وهذا ما لم تلتزم به لجنة التحقيق نهائياً. لم تلتزم به في السابق. كان كل شيء موجوداً في الصالونات وفي الصحف وفي وسائل الإعلام، وهذا طبعاً يطعن بصدقية أي لجنة تحقيق، ويؤكد التوظيف السياسي للتحقيق» وتابع: هناك أيضاً موضوع شهود الزور، فلجنة التحقيق اعتمدت علي مدي أربع سنوات علي شهود الزور... ثم قالت إنها ليست لها علاقة بشهود الزور، وليست مسئولة عن محاسبتهم. هناك شهود زور، وهناك من جاء بهم ومن أمّن لهم الشقق وسفّرهم وأمّن لهم جوازات السفر، وهناك من وجّههم وأبلغهم ماذا يقولون، وهناك من رتّب لهم سيناريو التحقيق مع لجنة التحقيق، وهناك من لا يزال يحميهم حتي الآن. وتعرض نصرالله للطريقة التي اعتُقل بها الناس: «علي أي أساس قامت؟ وعلي أي أساس بقي الناس في السجون. فهناك اثنان بقيا في السجون لمدة سنتين وعشرة أشهر، ما ذنبهم؟ هم باعوا خطوط (هاتف) ولم يتذكروا لمن باعوها... وهناك اثنان بقيا قرابة أربع سنوات، حوالي ثلاث سنوات وثمانية أشهر، لأنهما ينتميان إلي جهة سياسية معينة، ولأن أحدهما أجري اتصالاً بقصر بعبدا، من أبقاهم في السجن؟ رئيس التحقيق الأول والثاني والثالث، وبلمار يتحمّل مسئولية بقائهم كل هذه الفترة في السجن، وصولاً إلي الضباط الأربعة، ضباط كبار محترمون كانوا هم أساس الأمن والاستقرار في البلد، وإذا بهم يُلقَون في السجون ثلاث سنوات وثمانية أشهر بناءً علي شهود زور، والأكثر من ذلك لا يجرون معهم تحقيقات ولا يجلبون شهود الزور حتي يواجهوهم مع الضباط. وهذا الأمر استمر حتي في زمن بلمار...». وعلي صعيد آخر، اهتم الإعلام اللبناني بزيارة وليد جنبلاط - زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي - إلي دمشق لأول مرة منذ 5 سنوات ولقائه الرئيس السوري بشار الأسد، وقالت الأخبار اللبنانية أن الزعيم الدرزي كان في بيته في «كليمنصو» عندما أبلغه مسئول وحدة التنسيق والارتباط في حزب الله وفيق صفا، بموعد لقائه مع الرئيس السوري بشار الأسد، ونقلت الصحيفة القريبة من المعارضة عن جنبلاط قوله إنه توجّه بسيّارته برفقة صفا، تواكبهما سيارتان تابعتان لحزب الله، وإنه التقي بعد عبوره الحدود الحاج حسين الخليل - المعاون السياسي لأمين عام حزب الله-، وعادوا معاً، وطبقا لذات الصحيفة فقد وصف جنبلاط اللقاء بالممتاز، إذ سادته أجواء إيجابية جداً، ووديّة وصريحة، بينما قال الوزير اللبناني السابق ميشيل سماحة في لقاء تليفزيوني إن «جنبلاط لن يكون رمادياً في موقفه في المرحلة المقبلة، بل سيدافع عن المقاومة. ومن حيث مضمون المواقع، فهو لن يكون في الوسط»، أما صحيفة «السفير» اللبنانية فقد وصفت زيارة جنبلاط - بقلم أنور عقل ضو - بأنها تجيء استكمالاً للمصالحة مع الذات، مع الإرث، مع القدر الجنبلاطي في ملاقاة وجع فلسطين من الحاضرة الدمشقية، أكثر مما هي مصالحة مع سوريا»، أما صحيفة «النهار» القريبة من الأكثرية الحاكمة فقد اعتبرت لقاء الأسد جنبلاط «تعزيزًا للمكاسب السياسية السورية في لبنان في الآونة الأخيرة». من جهته، اعتبر رئيس الوزراء اللبناني «سعد الحريري» أن تصريحات نصر الله حول اتفاق المنح الأمريكية إلي قوي الأمن الداخلي محاولة ل «تسييس» قضية قابلة للمعالجة ولا تبرر الخلاف الحاد الذي شهدناه، في إشارة إلي تصريحات نصر الله.