قالت ايران انها مستعدة لتقديم عرض على القوى العالمية خلال محادثات بشأن برنامجها النووي في قازاخستان يوم الثلاثاء بعد ان عرضت الولاياتالمتحدة تخفيفا محدودا للعقوبات مقابل ان توقف ايران انشطتها النووية المثيرة للجدل. ويهدف أول اجتماع للدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن التابع للامم المتحدة وهي الولاياتالمتحدة وروسيا وفرنسا والمانيا وبريطانيا والصين زائد المانيا منذ ثمانية أشهر لحسم نزاع يهدد باشعال حرب جديدة في الشرق الاوسط. واستغلت ايران فترة توقف المحادثات التي استمرت ثمانية اشهر في توسيع برنامجها النووي الذي تقول انه سلمي تماما لتوليد الطاقة بينما يشتبه الغرب ان الغرض منه هو اكتساب القدرة على تصنيع قنبلة ذرية.
وهددت اسرائيل بشن هجوم على المنشآت النووية الايرانية اذا فشلت الدبلوماسية. ومن المتوقع ان تستمر المفاوضات التي تجري في الما اتا بقازاخستان يومي الثلاثاء والاربعاء. وجاءت بعد اجتماعات غير حاسمة عقدت العام الماضي في اسطنبول وبغداد وموسكو.
ومع انشغال النخبة السياسية في الجمهورية الاسلامية بتصاعد الخلافات الداخلية قبل الانتخابات الرئاسية التي تجري في يونيو حزيران لا يعتقد كثيرون ان تؤدي المحادثات الى انفراجة فورية. وعبر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في برلين يوم الثلاثاء عن أمله أن تختار إيران خلال محادثاتها مع القوى الكبرى في قازاخستان الاقتراب من التوصل لحل دبلوماسي لطموحاتها النووية. وقال إنه "يبدي أمله في أن تحرز هذه المحادثات تقدما فيما يتعلق بالحوار وأن تختار إيران بنفسها التحرك في مسار الحل الدبلوماسي". وقال متحدث باسم كاثرين آشتون مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي يوم الثلاثاء إن القوى العالمية لا تتوقع حدوث انفراجة خلال المحادثات النووية مع إيران في مدينة الما اتا. وأضاف مايكل مان في مؤتمر صحفي بعد وقت قصير من بدء المحادثات"من الواضح أن لا أحد يتوقع انتهاء المحادثات في الما اتا بالتوصل لاتفاق كامل".
وصرح مسؤول امريكي يوم الاثنين بأن عرض القوى الكبرى المعدل على طهران هو نسخة مطورة من عرض رفضته ايران خلال اجتماع عقد في يونيو حزيران الماضي وانه سيضع في الاعتبار التقدم النووي الذي أحرزته مؤخرا لكنه سيتخذ أيضا "بعض الخطوات في مجال العقوبات". وقال المسؤول ان العرض سيتعامل مع بعض بواعث القلق الايرانية لكنه لا يستجيب لمطلبلها برفع كل العقوبات. وفي الما اتا قال مصدر مقرب من فريق التفاوض الايراني اليوم ان ايران ستطرح مقترحا مضادا. وقال المصدر للصحفيين "بناء على الاقتراح الذي سنتلقاه من الجانب الاخر سنقدم اقتراحنا بنفس الوزن. استمرار المحادثات يعتمد على كيف سيمضي تبادل المقترحات هذا قدما". ويقول دبلوماسيون ومحللون انه على أحسن الاحوال ستقبل ايران بالعرض المقدم من الدول الست بجدية وتوافق على اجراء محادثات قريبا بشأن تطبيق خطوات عملية لتخفيف التوترات. وقال مان المتحدث باسم اشتون "ننتظر مرونة من جانب الايرانيين". لكن ايران -التي يعتبر سعيد جليلي كبير مفاوضيها من المقربين للزعيم الايراني الاعلى آية الله علي خامنئي وواكب حرب ايران مع العراق في الثمانينات من القرن الماضي حين كانت القوى الغربية تدعم بغداد- لم تبد اي مؤشرات على التراجع عن أنشطتها النووية. وهي تقول ان من حقها كدولة ذات سيادة ان تقوم بعمليات التخصيب النووي لاغراض سلمية لتوليد الطاقة وترفض على الاخص اغلاق محطة فوردو للتخصيب وهي محطة تحت الارض وهو الشرط الذي تضعه القوى الكبرى قبل تخفيف العقوبات. وقال مسؤولون غربيون ان عرض القوى الكبرى سيتضمن تخفيفا للعقوبات المفروضة على تجارة الذهب ومعادن أخرى اذا وافقت طهران على اغلاق محطة فوردو.