السيد: بداية حوار حقيقى بين «الجبهة» والإخوان.. ونافعة: مطالب «الإنقاذ» عادلة ومشروعة لقاء الدكتور محمد البرادعى، منسق جبهة الإنقاذ ورئيس حزب الدستور، مع رئيس حزب الحرية والعدالة الدكتور سعد الكتاتنى، أثار تساؤلات الخبراء السياسيين عن جدوى اللقاء والهدف منه، لكنهم وصفوه بالإيجابى إذا استجاب الكتاتنى لمطالب الجبهة التى عرضها البرادعى فى اللقاء، وهى مطالب عادلة ومحل توافق بين القوى الوطنية.
ولكن سيظل التساؤل «هل يستجيب الإخوان لمطالب المعارضة؟». أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية الدكتور مصطفى كامل السيد، قال إن اللقاء الذى جمع بين الدكتور البرادعى والدكتور الكتاتنى، هو تطور مهم على الساحة السياسية، ويمثل بداية حوار حقيقى بين الجبهة والحزب الحاكم، مضيفا أنه رغم تواتر المعلومات التى خرجت بأن البرادعى أكد أهمية المطالب بإقالة الحكومة وتعديل الدستور وتغيير النائب العام.
السيد أشار إلى أنه من المنتظر إعلان تفاصيل الاجتماع من وجهة نظر الطرفين بعد إعلان بعضها فى وسائل الإعلام، ومدى أولوية المطالب من وجهة نظر طرفى اللقاء، لافتا إلى أن البرادعى من المؤكد أنه طرح مطالب الجبهة، وأن الدكتور الكتاتنى لم يرفضها، ولكن ننتظر النتائج.
بينما قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور حسن نافعة، إن أى تقارب بين الحزب الحاكم والمعارضة هو خطوة على الطريق الصحيح، لا سيما أن مطالب الجبهة التى عرضها الدكتور البرادعى حسبما أفادت وسائل الإعلام هى مطالب مشروعة وعادلة، وأن عرضها فى اجتماع بين طرفى المشهد السياسى من السلطة الحاكمة والمعارضة خطوة فى تقارب وجهات النظر مع الرئيس الذى ينتمى إلى حزب الكتاتنى نفسه.
أما الباحث السياسى الدكتور يسرى العزباوى، فقال إن اللجوء إلى مائدة المفاوضات أمر مطلوب، ولكن يبقى السؤال «هل رئيس حزب الحرية والعدالة أو مؤسسة الرئاسة وجماعة الإخوان سوف يستجيبون؟»، محذرا من أن يكون مثل هذه اللقاء محاولة ل«جر» الجبهة لخوض الانتخابات وبعدها تخرج قيادات الإخوان تتحدث عن الديمقراطية وصندوق الانتخابات، لافتا إلى أن «الإخوان» هدفها مرور الانتخابات البرلمانية بأى طريقة لضمان تشكيل الحكومة القادمة.
من جانبه دافع الأمين العام لحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى أحمد فوزى، عن لقاء قيادات الجبهة مع الكتاتنى، قائلا «إنه حتى بعد وقوع مئات الشهداء فإن الحروب الأهلية لا تنتهى إلا بجلوس الطرفين معا للوصول إلى حل»، وأكد أنه ليس ضد فكرة اللقاء فى حد ذاتها ولا يرى أنها جريمة، ولكنه فى الوقت ذاته لا يعتقد أن اللقاء سيثمر، مضيفا «اللقاء لا هايودى ولا هايجيب، الإخوان لا يريدون الوصول لحل، والأزمة الحالية فى مصلحتهم فهى تحلهم من أى تعهدات تجاه المواطنين».
وأكد السكرتير العام المساعد فى حزب المصريين الأحرار محمود العلايلى، أن اللقاء تم بناء على طلب الكتاتنى، فى منزل البرادعى، ومن المنطقى أن لا يرفض البرادعى زيارة أحد، متابعا أن هذا دليل على أننا لا نغلق الباب لأى نوع مع الحوار، «بدليل أننا ذهبنا إلى الأزهر وجلسنا مع قيادات حزب النور، وأبدينا موافقتنا على الذهاب وتلبية دعوة السيسى، ولكن الحوار من أجل الحوار ودون أسس وجدول أعمال وتعهدات بالالتزام بما ورد فيه محتاج إعادة نظر».
عضو حركة الاشتراكيين الثوريين هيثم محمدين، أشار إلى أن جبهة الإنقاذ لم تعلن بشكل واضح تبينها لمطلب إسقاط النظام وبداخلها جزء يغازل ويتمنى أن يصل إلى اتفاق مع الإخوان والفترة القادمة ستكشف هذا الاتجاه بشكل واضح، معلقا على اللقاء بأنه تعبير عن هذا الاتجاه للوصول إلى صيغة تقاسم السلطة أو إعطاء مساحة منها لجبهة الإنقاذ.