.. أعداؤها القراصنة ومهربو السولار عزبة البرج .. شوية صيادين رزقهم على الله عزبة البرج مدينة صغيرة لايزيد عدد سكانها علي 50 ألف نسمة، تقع شمال مدينة دمياط وتبعد عنها نحو 15 كم علي الضفة الشرقية لنهر النيل عند مصبه بالبحر المتوسط، وفي عام 1869 تم إنشاء منارة بها لإرشاد السفن، ويرجع السبب وراء تسميتها بهذا الاسم إلي البرج الذي كان يحرس شاطئها من الغزو الخارجي. لاتشتهر العزبة بالصيد فقط وإنما أيضا بصناعة السفن التي تخرج إلي السواحل الدولية، حيث لايزال أبناء العزبة يتوارثون سر هذه المهنة من دون السماح لأحد من خارجها؛ بمعرفته، فتجد في العزبة شاطئًا مخصصًا لصناعة السفن التي يتم بناؤها من الخشب فعزبة البرج هي واحدة من أكبر الموانئ لبناء السفن واليخوت السياحية في مصر فقد كان يصنع بها سفن الأسطول الحربي في عصر الدولة الفاطمية كما انشأ بها الظاهر بيبرس عام 1263م داراً لصناعة السفن. وبالرغم من أن اسم عزبة البرج يتردد في أنحاء العالم باعتبارها تمتلك أكبر أسطول بحري فإن هذا يعد نقمة عليها فلا يمر شهر إلا ويتم اختطاف إحدي سفن الصيد التي تحمل العشرات من أهلها وهو ما حدث في أبريل عام 2009، حيث تعرضت السفينتان «ممتاز 1» وأحمد سمارة للخطف علي أيدي القراصنة الصوماليين بالقرب من سواحل زيلع بالصومال وعلي متنهما 33 صيادًا منهم 14 صيادا من عزبة البرج، وطالب الخاطفون بفدية خمسة ملايين دولار وانقطعت محاولات الاتصال بهم من جانب الحكومة المصرية. ولم يجد حسن خليل - صاحب مركب ممتازا إلا أن يغامر ويسافر بنفسه إلي الصومال بعد مرور أكثر من 5 أشهر للتفاوض مع القراصنة دون جدوي، فقام بخداع القراصنة واتفق مع رجاله الصيادين علي الهجوم علي الخاطفين والانقضاض عليهم والإفلات من قبضتهم وتحرير أنفسهم بأنفسهم دون انتظار العون من أحد، وهو ما حدث وبالفعل وعاد الصيادون إلي مصر بعد أن فقدت أسرهم الأمل في عودتهم. أما المشكلة التي يعاني منها الآن صيادو عزبة البرج هي سرقة السولار،حيث يقوم بعض الأشخاص بسرقة السولار وبيعه في السوق السوداء أو بيعه للسفن الأجنبية من خلال سماسرة يعملون في التوكيلات البحرية، ويؤكد العديد من أهالي العزبة تضررهم من عمليات سرقة وتهريب السولار بسبب توقف أغلب الأنشطة في المدينة مثل مصانع ومخازن الأسماك ومصانع الثلج التي لاغني عنها في المدينة لاعتمادها علي تجميد الأسماك وتصديرها. وقد اختفي السولار من السوق تماما وأصبح من الصعب علي أصحاب المراكب بعزبة البرج الحصول عليه، حيث تقدر الكميات المهربة يوميا بأكثر من 10 أطنان يوميا.