ما هو الدرس الأول الذى يجب أن يتلقاه محمد مرسى «أو بالأحرى تتلقاه جماعة الإخوان فنحن نعرف أن دكتور مرسى لا حول له ولا قوة أمام مكتب إرشاده ونائب مرشده»؟ أكتب عقب ساعتين من صلاة الجمعة، ومن ثم فهو درس الساعات الأولى من أحداث أمس 25/13 «سأتحدث عن بقية الدروس فى الأيام القادمة».
الدرس أن مرسى ليس رئيسا لكل المصريين..
لم ينجح فى ذلك إطلاقا..
بل فشل فشلا مدويا حتى فى أن يظل رئيسا للواحد والخمسين فى المئة الذين انتخبوه «مع انتظارنا للتحقيق فى تزوير استمارات التصويت لصالحه فى المطابع الأميرية».
هو لم يحاول إلا أن يكون جنديا مجندا سامعا طائعا لجماعته، ولم يخرج عنها شبرا ولم يخالفها مترا، وهو الإخوانى الذى لا يهمه البلد باللى فيها، بل تهمه مصلحة جماعته وهدف جماعته وعشيرة جماعته ورضا جماعته.
النتيجة أن الغضب ضد مرسى فى كل مكان فى كل قطعة أرض شهدت غضبا فى خمسة وعشرين يناير ضد مبارك 25/11.
لاحظ نفس المدن وذات الأماكن التى سطعت فيها مظاهرات مصر ضد النظام السابق هى التى تندلع فيها ضد النظام الحالى.
معناه أن المصريين يستكملون ثورتهم ضد نفس السياسة لنفس النظام!
بل الأخطر أن مرسى وجماعته وأتباعهم سرقوا كفاح ونضال وثورة المصريين، وهذا ما لم يفعله طبعا النظام السابق، ثم إنهم يتدثرون بالدين ويكفِّرون المعارضين، ثم إن مرسى وجماعته وإخوانه فاشلون عاجزون بلا كفاءة ولا مهارة ولا إدارة ولا رؤية ولا قدرة، فيدارون ضعفهم بالعنف، ويختبئون وراء أقنعة التدين المغشوش، ليطعنوا البلد ويبيعوها مقابل تمكنهم من الحكم.
لن يستمر مرسى فى هذه السياسة، والدليل حالة الغضب المنتشر فى كل مكان ومن كل فئة وفى كل تيار، خصوصا قوى الشباب المحتج والثائر، وليس أمام مرسى إلا أمران لا ثالث لهما -مرة أخرى آسف على حشر دكتور مرسى فى الموضوع- فالأدق أنه ليس أمام جماعة الإخوان إلا أحد أمرين لا ثالث لهما.
الأمر الأول أن تأمر مرسيها بالانصياع لإرادة الأمة وإعادة كل قراراته إلى المربع صفر، وتشكيل حكومة وحدة وطنية تقود البلاد، تعبيرا عن توافق، وليس بغطرسة وانفراد واستحواذ وكذب الإخوان، وإسقاط دستور الزيف الذى اغتصبته الجماعة وأتباعها طبخا وسلقا وتزويرا وبهتانا، وحل مجلس الشورى الباطل، واحترام استقلال القضاء برحيل نائبه الخصوصى الذى عينه، ورفع يد الإخوان عن القضاء.
الأمر الثانى أن تأمر الجماعة مرسى بأن يتمسك بسياسته، وأن يصر على أن يكون خادما لشعب (بضم الشين)الجماعة وليس للشعب، ومن ثم لجوء نظامه إلى القمع الأمنى للتصدى للمعارضة وللقوى السياسية ولجماهير المصريين.
يبدو الأمر الثانى هو الأقرب للجماعة ولمرسى وإخوانه، فهؤلاء الذين كذبوا ويكذبون ويحنثون بالقسم ويخلفون الوعد ويقولون ما لا يفعلون ويفجُرون حين يخاصمون ويستبيحون الاعتداء والخطف والتعذيب والقتل لمخالفيهم، لا أمل فيهم ولا منهم، والثابت أننا فى معركة طويلة سيخسرها مرسى دون ذرة شك، لكن مصر ستخسر معه كثيرا!