شهدت بريطانيا في الأيام القليلة الماضية ارتفاعا كبيرا في عدد حوادث العداء تجاه المسلمين، بعد مقتل الجندي البريطاني "لي رجبي" على يد مسلمين في مدينة ووليتش، الواقعة جنوب شرق العاصمة لندن الأربعاء الماضي، وذلك بحسب مؤسسة خيرية معنية بشئون مختلف الديانات. وظهر أحد المشتبه بهما، ويدعى مايكل أديبو لاجو (28 عاما) -بريطاني من أصول نيجيرية اعتنق الإسلام في عام 2003- في فيديو تم بثه على الإنترنت، وهو يحمل ساطورا ملطخا بالدماء، وقال فيه: "نقسم بالله العظيم إننا لن نتوقف عن محاربتكم.. السبب الوحيد الذي دفعنا لفعل هذا هو أن المسلمين يموتون كل يوم.. قتل هذا الجندي البريطاني هو من باب العين بالعين والسن بالسن." بلاغات باعتداءات ضد المسلمين في ردة فعل غاضبة تعرّضت مساجد في بريطانيا لهجمات انتقامية عقب الحادث، لم تسفر عن ضحايا، وأدت إلى اعتقال رجلين، بينما تظاهر عشرات من أعضاء رابطة الدفاع الإنجليزية اليمينية المتطرفة في شوارع ووليتش، مرددين هتافات مناهضة للمسلمين، وذلك وفقا لتقرير بثته شبكة BBC. من جانبها، أفادت مؤسسة "شئون الأديان" بأنها تلقّت عبر الخط الساخن الخاص بها 162 بلاغا بحوادث ضد المسلمين، وذلك بعدما كان المعدل اليومي ستة بلاغات فقط، وذلك بحسب فياز موجال، مدير المؤسسة. وقال موجال إن الحوادث شملت هجمات على مساجد وكتابات مسيئة على الجدران، وجذب أغطية الرأس لمحجّبات، والسباب. وأضاف، في تصريح لشبكة BBC: "المثير للقلق حقا هو انتشار هذه الحوادث، فهي تأتي من أنحاء البلاد كافة، وبعضها هجمات وحشية جدا". دعوات تهاجم المسلمين على مواقع التواصل الاجتماعي وفي ذات السياق بدأ بعض الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي بالإنترنت، في نشر دعوات لتنسيق الهجوم على مؤسسات أو أماكن يتجمع فيها المسلمون ببريطانيا، وفقا لمدير مؤسسة شئون الأديان. ووجهت الشرطة البريطانية اتهامات لعدد من الأشخاص، بعد مزاعم عن بث رسائل مسيئة على مواقع التواصل الاجتماعي. انتقادات لأجهزة الأمن البريطانية وُجهت للأجهزة الأمنية البريطانية انتقادات بعدم الانتباه لمعطيات كان يمكن أن تساعد في منع اعتداء ولويتش، وذلك بسبب أن المشتبه بهما المقبوض عليهما بمكان الحادث قد تم التحقيق معهما سابقا من قبل جهاز الأمن الداخلي (MI5) لكنهما لم يوضعا تحت المراقبة. وفتح البرلمان البريطاني تحقيقا في المعلومات التي كانت متوفرة لدى أجهزة الأمن عن المشتبه فيهما، وهما مايكل أديبولاجو ومايكل أديبوالي، بريطانيان مسلمان من أصول نيجيرية. من جهته، أكد ديفيد كاميرون -رئيس الوزراء البريطاني- أن بلاده "لن تستسلم للترهيب أو الإرهاب"، ووصف الاعتداء بأنه هجوم على بريطانيا و"خيانة للإسلام"، مشيرا إلى أنه لا يوجد مبرر في الإسلام لشن مثل هذه الهجمات، التي تقع مسئوليتها على الأفراد الضالعين فيها وحدهم. تجدر الإشارة إلى أن الشرطة البريطانية اعتقلت المشتبه بهما في قتل الجندي بموقع الاعتداء، وهما يخضعان للعلاج حاليا بعد إصابتهما برصاص أفراد الأمن، كما أعلنت اعتقال 3 أشخاص جدد، يشتبه في تورطهم في الحادث.