ضربت سلسلة من موجات المد العاتية "تسونامي" عدة مناطق على الساحل الشرقي للمحيط الهادئ اليوم السبت، بعد ساعات من الزلزال المدمّر الذي ضرب تشيلي في وقت مبكر من الصباح والذي بلغت شدته 8.8 درجة على مقياس ريختر، أسفر عن سقوط 122 قتيلاً بحسب حصيلة أولية. وقال المركز الأمريكي للرصد الجيولوجي إن موجة تسونامي بارتفاع 7.7 قدم، أي حوالي 2.34 متراً، ضربت بلدة "تالكاوانو"، الواقعة على الساحل الغربي لتشيلي، الواقعة في غرب أمريكا الجنوبية وتمتد كشريط على الساحل الشرقي للمحيط الهادئ. كما أفاد الرئيس المنتخب لتشيلي "سيباستيان بينيرا" بأن عدد ضحايا الزلزال -الذي يقع مركزه على بعد حوالي 341 كيلومتراً جنوبي العاصمة سانتياغو- ارتفع إلى 122 قتيلاً، ولكنه أشار إلى أن العدد قد يرتفع خلال الساعات المقبلة.
وقالت هيئة الرصد الجيولوجي الأمريكية التي كانت قد قدرت قوة الزلزال ب8.5 درجات أول الأمر، إن الزلزال هز المباني في العاصمة التشيلية سانتياجو وأدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن بعض من أحيائها. وأصدرت الهيئة تحذيراً من احتمال تسبب الزلزال في تشكل أمواج بحرية عاتية (تسونامي) قد تضرب سواحل تشيلي وبيرو وإكوادور وكولومبيا والقارة المتجمّدة الجنوبية وبنما وكوستاريكا. وقالت في وقت لاحق إن أمواج تسونامي بدأت تتشكل وشوهدت قرب مدينة فالبارايسو الساحلية إلى الغرب من سانتياجو، حيث بلغ ارتفاع الموج 1.29 متراً. وجاء في بيان أصدرته الهيئة من مقرها في واشنطن "أن زلزالاً بهذه القوة لديه القدرة على التسبب في تسونامي قد يضرب المناطق الساحلية القريبة من مركزه في غضون دقائق والمناطق الأبعد في غضون ساعات". وكان مركز الزلزال يقع 90 على بعد كيلو متراً إلى الشمال الشرقي من كونسبسيون على عمق 55 كيلو متراً تحت سطح الأرض. ونقلت وكالة رويترز عن شهود قولهم إن الهزة استمرت لما بين 10 ثوانٍ و30 ثانية. وقالت الرئيسة التشيلية ميشيل باشيليه إن ستة أشخاص على الأقل قتلوا نتيجة الزلزال، وإن عدد الضحايا مرشح للارتفاع، إلا أنها عادت وأعلنت بعد أن عقدت اجتماعاً مع كبار مستشاريها بأن العدد ارتفع إلى 122 قتيلاً. وناشدت الرئيسة باشيليه شعبها التزام الهدوء والاتصال بالسلطات المحلية إذا كانوا بحاجة إلى مساعدة. وقالت: "لقد تعرّضت البلاد إلى زلزال هائل، ونحن منهمكون الآن بمحاولة الوقوف على آثار هذا الزلزال وأوضاع الطرق والمستشفيات والأضرار التي أصابت المباني وبالطبع عدد القتلى والجرحى". وأعلنت محطات التلفزة المحلية بأن الزلزال تسبب في حدوث أضرار لبعض المباني في قلب العاصمة سانتياجو التاريخي، كما أدى إلى انقطاع خطوط الهاتف مما يعقد مهمة تقدير الخسائر. ونقلت إحدى محطات التليفزيون المحلية عن صحفي في بلدة تيموتشو الواقعة إلى الجنوب من العاصمة بمسافة 600 كيلو متر قوله إن العديد من سكان المدينة خرجوا من مساكنهم ويخشون العودة إليها. وكانت تشيلي قد تعرّضت عام 1960 إلى زلزال مدمر بلغت شدته 9.5 درجة، أدى إلى مقتل 1655 شخصاً في مدينة فالديفيا الجنوبية وإلى إحداث تسونامي ضرب جزيرة إيستر التي تبعد عن السواحل التشيلية بمسافة 3700 كيلو مترا، ووصل تأثيره إلى جزر هاواي واليابان والفلبين. عن ال"BBC"