دعا البابا تواضروس -بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية- جميع المصريين إلى التفكير في بناء المستقبل الأفضل لمصر، مؤكدا أن غالبية المصريين معتدلون وطيبون ومتعاونون، ولديهم أمل ورجاء في تحسن أوضاع البلد. ووصف البابا تواضروس -خلال حواره مع جريدة الأهرام اليوم (السبت)- مصر بأنها مباركة، وفيها خير كثير، مؤكدا أنها ستشهد تحسنا كبيرا في أوضاعها. عن زيارة اللواء محمد إبراهيم -وزير الداخلية- له، قال البابا تواضروس: "لقد زارنا وزيرا الداخلية السابق والحالي، وقبله مجموعة من قيادات الداخلية، وكلهم أظهروا مشاعر طيبة". وأردف: "قيادات الداخلية أظهروا أنه كان هناك سوء تقدير لتوابع أزمة الخصوص، واعترف الجميع بأن هناك يدا تدخلت فيها، وتحاول أن تسيء إلى علاقة المسلمين بالمسيحيين، وتكلمنا في الصفحات الماضية كلها، ولكن أنا أحب المثل المصري القديم الذي يقول: الكلام في الفائت نقصان عقل، وهذا شيء وانتهى.. نفكر في المستقبل أفضل". حول زيارة فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب -شيخ الأزهر- له أمس بالكاتدرائية، عبر بطريرك الكرازة المرقسية عن سعادته بلقاء الطيب، مؤكدا أنه صديق عزيز عليه. وأضاف: "فضيلة الإمام الأكبر يمثل صورة رائعة للإسلام الذي عرفناه في مصر، وهذه الصورة نحن كمصريين يجب أن نحافظ عليها جميعا، والطيب كان من أوائل الناس الذين سألوا علينا عندما وقعت أحداث الخصوص والكاتدرائية". ونفى البابا تواضروس أن يكون قد دخل المعترك السياسي عن رغبته، مشيرا إلى أنه يُدفع إليه بسبب ما يحدث، وأن ما يهمه في كل ما يحدث صورة مصر وحياة المصريين. وأفصح أن الرئيس محمد مرسي اتصل به وبنيافة الأنبا باخوميوس في بداية أحداث والكاتدرائية بعد صلاة الجنازة على شهداء الخصوص بساعات قليلة، وكان سؤالا للطمأنينة، موجها له الشكر على مشاعره، مضيفا أنهم تقابلوا يوم الأربعاء الماضي في احتفالات ذكرى تحرير سيناء واطمأن على الأحداث. وكشف البابا تواضروس أن غيابه عن جنازة شهداء الخصوص يرجع إلى أنه كان مشغول ببرنامج خدمة مسيحية لمدة 4 أيام كان معد مسبقا في الإسكندرية، معللا اختيار مكان الكاتدرائية المرقسية بالعباسية لتشييع الجثامين بأن ذلك يرجع إلى اتساع المكان فقط. وحول زيارة بعض المسيحيين لبيت المقدس؛ قال بطريرك الكرازة المرقسية أنه لا يصح أن ينفرد الأقباط بزيارة القدس، من دون إخوانهم المسلمين، وتم عقابتهم بالحرمان مِن التناول من الأسرار المقدّسة -القراءة في كتب المقدسة- داخل الكنيسة مشيرا إلى أن العقوبة مستمرة. واستطرد: "هذا موقف اجتماعي مهم جدا، وزيارة القدس يجب أن تكون للجميع مسلمين ومسيحيين، وأؤكد لن نزور القدس كمسيحيين إلا مع أشقائنا المسلمين". وبخصوص ملف القضاة، قال بابا الإسكندرية: "ينبغي أن نقدم كل الإجلال للقضاة، والاعتداء عليهم أو اتهامهم أو تشويه صورتهم ليس في مصلحة المجتمع المصري، والقضاة هم مايسترو الحياة المصرية، الذي يضبط إيقاعها". وأعرب البابا تواضروس عن أمله في أن تكون أحداث الخصوص بالقليوبية، والكاتدرائية بالعباسية آخر الأحزان والأحداث. يُشار إلى أن محيط الكاتدرائية شهد اشتباكات بين شباب الأقباط وأهالي العباسية؛ أسفرت عن وفاة شخصين وإصابة ما يُقارب ال66؛ وذلك بعد توافد الأقباط على مقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية لتشييع جثامين 4 أقباط لقوا حتفهم في اشتباكات بمنطقة الخصوص في القليوبية.