في بلد يتجاوز عمره سبعة آلاف عام، وتعاقبت عليه معظم حضارات الدنيا.. كل ركن يحوي حكاية تستحقّ أن تُروى.. في هذا الباب الجديد نروي لكم بالصورة والكتابة بعضا من هذه الحكايات المخفية في الأركان.. إنها "حكاية في صورة". عام 1910، قام رجل بلجيكي بمد خط سكة حديد من أطراف القاهرة إلى قلب الصحراء. عندما رأى الناس خطوط المترو وهي تسير وحدها وسط الفراغ الصحراوي ذاهبة إلى اللامكان، قالوا عنه إنه مجنون. الرجل هو البارون إمبان مؤسس ضاحية مصر الجديدة، ليجذب الناس للذهاب إلى مدينته أنشأ أولا وسيلة مواصلات سهلة وراقية، مريحة وبها نوع من النزهة، وهكذا كان المترو سببا أساسيا في ازدهار الضاحية وإقبال الناس عليها. يمكننا أن نقول إن مصر الجديدة هي مدينة نشأت من خطوط المترو. كان المترو فيما مضى مكسوّا بالخشب من الداخل، وكان يمر كل 4 دقائق، حاملا كمسارية يرتدون طربوشا وزيّا أنيقا، ومعهم صفارة يعلنون بها عن إغلاق الأبواب. اليوم صار المترو في حال يرثى لها، عرباته متدهورة، كثير الأعطال، معدوم الصيانة. لا يظهر في الشوارع إلا لماما، كشبح خجول مار بالصدفة آتيا من زمن آخر. المكان: ميدان تريومف، مصر الجديدة.
صار المترو اليوم في حال يرثى لها * دنيا الأدب اضغط على الصورة لمشاهدة الجاليري: