"هاجت" الدنيا وماجت على وزير الإعلام صلاح عبد المقصود بسبب ردّه على صحفية سألته عن حرية الصحافة، فقال: "تعالي وأنا أقول لك فين". شاهد الفيديو:
إضغط لمشاهدة الفيديو:
ولا أعرف الحقيقة، ماذا سبب هذا الهجوم الشرس على الرجل واتهامه بالتحرش بالصحفية وأشياء غريبة جدا.. ما يمكن الراجل فعلا "شايل حرية الصحافة في حارة مزنوقة.. إحنا بس اللي بنفهم كلام الراجل شمال". بعيدا عما سبق.. لكن دعونا ننظر للأمر بعيدا عن السخرية، هل يستحق وزير الإعلام المحاكمة على ذلات لسانه.. فالنشطاء على تويتر دشنوا "هاشتاج" للمطالبة بإقالته ومحاكمته خصوصا أنها ليست المرة الأولى، حسب كلامهم، فقد سبق للوزير أن تحدث بنفس الأسلوب خلال لقائه بقناة دبي مع المذيعة "زينة يازجي". فيديو مجمع لسقطات وزير الإعلام:
إضغط لمشاهدة الفيديو:
وكانت الواقعة منذ ستة أشهر تقريبا، واتهمه البعض حينها بالتحرش لفظيا بالنساء، حيث كانت ضحيته الأولى الإعلامية السورية زينة يازجي التي استضافته ضمن برنامجها "الشارع العربي" على تليفزيون "دبي"، وقال لها تعليقا على بدء فقرة أسئلة الجمهور: "أرجو متكونش الأسئلة سخنة زيك"، يومها أثارت هذه العبارة حملة هجوم عنيفة على عبد المقصود، فخرج ليؤكد أنّ هناك مَن أساء فهم العبارة؛ إذ كان يقصد "ألا تكون الأسئلة سخنة مثل أسئلتك". لكن هذه المرّة العبارة واضحة ولا تحتمل معنيين، حسب مقطع الفيديو الذي انتشر عبر مواقع التواصل، كان الوزير يتكلم في إطار حفل توزيع "جوائز مصطفى وعلي أمين" الصحفية الذي تنظمه مؤسسة "أخبار اليوم"، وحين سألته الصحفية ندى محمد من موقع "حقوق دوت كوم": "فين حرية الصحافة والصحفيين؟"، ردّ الوزير ساخرا: "فين حرية الصحافة؟! تعالي لي وأنا أقولك فين"، فضحك بعض الحضور قبل أن ينتبه الوزير إلى أنّه ردد عبارة شعبية تعكس تحرشا جنسيا. بعض المبررين -وكلنا عارفينهم طبعها- والمدافعون عن وزير الإعلام الذي ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين وهي حقيقة لا تقبل التشكيك، برروا ما فعله بأن الصحفيين هم من أصبح "لديهم هوس جنسي" فالوزير لم يخطئ، وأن الناس فقط هي من "تقلب الكلام" آه والله هكذا دافع الصحفي باليوم السابع هاني صلاح الدين، القيادي بجماعة الإخوان المسلمين. شاهد فيديو دفاع هاني صلاح الدين
إضغط لمشاهدة الفيديو:
البعض الآخر قال إن ما فعله الوزير شيء قليل بجانب ما يردده الإعلامي الساخر باسم يوسف.. وهنا الرد بسيط أن باسم ليس شخصا مسئولا مثل وزير الإعلام الذي صدّع دماغ كل المشاهدين بأن البلاغات المقدمة ضد باسم يوسف بسبب كلامه الجريء وانتقاداته والإيحاءات التي يرددها وباقي الإعلاميين ليست سوى تصرّف عادي من محامين ومواطنين يمارسون حقهم الطبيعي في اللجوء إلى القانون. ولكن ما حدث هو تطور طبيعي لحال بلدنا بعد عامين من ثورة 25 يناير، انتقلنا من مرحلة الشباب الطاهر النقي اللي عمل الثورة، إلى مرحلة الشباب المأجور ومصر بتتحرق، من مرحلة سلمية سلمية إلى مرحلة فوضى وبلطجة وتحرش بكل ما تحمل الكلمة من معنى، من مرحلة كلنا بنحب بعض إلى مرحلة كلنا كشعب بنشكك في بعض، إلى مرحلة تقسيم الأدوار أنت علماني، ليبرالي، إخواني، سلفي، وهبطت راية ارفع رأسك أنت مصري. أو كما علت صفحة "كلنا خالد سعيد" على موقف وزير الإعلام "إننا انتقلنا من مرحلة "يا راجل كبر مخك" "وخليهم يتسلوا"، إلى مرحلة "إبقي تعالي وأنا أقول لك فين". تصريحك يا سيادة الوزير المسئول لم يأخذ دقائق ليخرج من لسانك.. لكنه أخذ أياما يتداوله الناس باستياء وسخرية ممزوجة بحسرة على حال حكومة لا يعرف فيها "بعض" المسئولين سوى "الحارة المزنوقة وصباعين تلاتة بيتمدوا جوه مصر".. ورئيس الوزراء يقول للسيدات "نضّفوا صدوركوا قبل ماترضّعوا".. ووزير الإعلام يقول لصحفية "تعالي وأنا أقولك فين". يا سيدي الفاضل الحكمة تقول "جرح اللسان أقوى من جرح الأبدان"، يا سيادة وزير الإعلام الإخواني ألم تقرأ في سنة نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام قوله، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله أي الأعمال أفضل؟ قال: "الصلاة على وقتها" قلت: ثم ماذا يا رسول الله؟ قال: "أن يسلم الناسُ من لسانك".