أ ش أ أكّد الدكتور شوقي عبد الكريم -مفتي الجمهورية الجديد- أنه كالقاضي مِلك للجميع، وأنه لن يدخل في أي معترك سياسي، أو يسمح لأحد بجرّه أو دار الإفتاء للمعترك السياسي والحزبي، ولكنه سيُشارك علماء الأمة الإسلامية من خلال الأزهر الشريف وهيئة كبار العلماء لمتابعة ما يُحقّق مصالح الأمتين العربية والإسلامية. وقال مفتي الجمهورية الجديد إنه سيرُكزّ خلال فترة عمله على مواجهة فوضى الفتاوى وضبطها من خلال إرساء ثقافة الإفتاء لتوعية المواطنين بالأحكام الشرعية الصحيحة؛ لمنع البلبلة التي تحدث في المجتمع، والعمل على نفس المسار لتصحيح المفاهيم الفاسدة التي تُسبّبها الفتاوى الشاذة غير المسئولة، مؤكّدا على ضرورة الالتزام بمنهج الأزهر ووسطيته واعتداله؛ جاء ذلك خلال تصريح له اليوم (الأحد) بالاجتماع المغلق الذي عُقِد في آخر يوم من فترة عمل الدكتور علي جمعة كمفتٍ للجمهورية. وبيّن المفتي الجديد أنه سيستفيد من الإنجازات التي حقّقها السابقون عليه، والذين قدّموا تراثا إسلاميا لمصر؛ وذلك في إطار الوفاء للسابقين كفريضة دينية وسُنّة محمدية وقيمة كبرى تضمن التواصل بين الأجيال؛ وذلك من خلال الأزهر الشريف. ووجّه مفتى الجمهورية الجديد رسالة للإخوة المسيحيين؛ حيث قال لهم: "نحن شركاء في الوطن، والتعاون معكم فريضة وطنية"، كما ناشد المصريين جميعا بالعمل على خدمة وطنهم، معتبرا ذلك فرض عين لحاجة مصر إلى جميع أبنائها. كما وجّه رسالة إلى العالم؛ قائلا: "مفتي مصر الجديد يمدّ يده بالحوار مع كل العالم، ويفتح جسور الشراكة مع الجميع في إطار من الاحترام المتبادل والعمل للصالح العام". وأشاد بالدور الكبير الذي قام به الدكتور علي جمعة -مفتي الجمهورية المنتهية ولايته- قائلا له: "أتعبت مَن جاء بعدك لما حققته من إنجازات". وأعلن مفتي الجمهورية الجديد أنه سيستكمل المسيرة لتطوير دار الإفتاء، وإعداد خبرات وكوادر جديدة والاستفادة مما حقّقه السابقون والتعاون مع الجميع، مشيدا بدور الإعلام في نشر الحقائق وباعتباره لسان الأمة. وطالب الدكتور شوقي عبد الكريم الإعلام بإدراك مسئوليته الوطنية، ومراعاة الله ومصالح الوطن والمهنية الإعلامية فيما يتمّ نشره، مؤكّدا على وِحدة المؤسسة الدينية في مصر. ومن جانبه، أكّد الدكتور علي جمعة أن احتفال دار الإفتاء اليوم بتسلّم المفتي الجديد يُؤكّد التعاون ووحدة المؤسسة الدينية، ويعكس روح الديمقراطية وتواصل الأجيال والمؤسسية، والعمل بالفريق الواحد من أجل مصلحة مصر. ووجّه التهنئة للمفتي الجديد والشكر للذين عملوا معه بدار الإفتاء، مبيّنا ضرورة الاستفادة من الكوادر الإدارية والعلمية والشرعية التي تمّ إعدادها على مدى السنوات العشرة التي تولّى فيها الدار ولاستكمال ما حقّقه العلماء السابقون.