أكّد الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل أن نتيجة المرحلة الثانية نتيجة ملتبسة جدا، والدلالات تشير إلى وجود دستور دون تزوير، ولكنه دستور بالإكراه وليس بالتوافق ولا يُمكن حلّه، وهذه هي المرة الأولى التي يرى فيها دستور بالإكراه. وقال هيكل، خلال لقائه في برنامج "هنا العاصمة" على cbc اليوم (الخميس): "القاهرة تصوّت في اتجاه والمحافظات تُصوّت في اتجاه آخر، كما أنني مستعدّ أن أقبل الدستور كما قَبِلت الرئيس محمد مرسي في انتخابات الرئاسة، ولكن الدستور مختلف؛ فالرئاسة تستمرّ 4 سنوات فقط، ولكن الدستور باقٍ، ويحمل عناصر قصور كبيرة، والأعداد التي وافقت على الدستور لا تساوي حجم الضرر الذي يتسبّب فيه". وتابع: "السلطة التشريعية ستنتقل شكلا إلى مجلس الشورى، ولكنها فعليا ستنتقل إلى مقر الإرشاد في المقطم، وأنا قلق من فترة الأشهر الثلاثة التي سيتولّى فيها هذا المجلس التشريع؛ لأنه سيُعاد فيها تلوين مصر بشكل يتصادم مع الواقع ومع المستقبل". وأكّد أن بين جنبات النخبة الحاكمة هناك مناقشات تجرى حول وقت تنفيذ هذه الصبغة لمصر؛ إما مباشرة أو التريّث "بسبب المخاوف التي أثارتها هذه النخبة"؛ معبّرا عن خوفه من مواجهة سيْل من التشريعات ستنال أوّل ما تنال الإعلام ويتمّ إقرارها بسرعة. واستطرد هيكل قائلا: "بعض أسباب العنف الحادث في مصر الآن سببه تجهيز الشباب لحالة الحرب في سبعينات القرن الماضي، فالعنف لم يكن موجودا في الطبيعة المصرية بالأساس ولكن فترات الحروب وعمليات العبور والحروب الحدود مع إسرائيل أوجدت هذه الخصلة في الطبيعة المصرية وعلى الرغم من أن هذه الأجيال انتهت ولكن الثقافة باقية. وواصل: "من بين العوامل المسئولة عن ظهور العنف في خصال المصريين ظهور تيارات منظمة للعنف بدأت تهدد المجتمع وكان مصدرها التنظيم السري لجماعة الإخوان المسلمين الذين حاولوا اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر، وهو تنظيم وصفه وصفه البنا بأنهم "ليسوا إخوانا وليسو مسلمين" وذلك إبان اغتيال النقراشي الباشا، وكذلك زيادة الفقر كانت سببا في تفشي العنف وانهيار السلطة عقب قيام ثورة 25 يناير والتيارات الجهادية القادمة من أفغانستان وليبيا والسودان والصوماتل والعراق". وأضاف أن شخص ما أخبره أن مصر نستورد 8 مليون طن قمح 2 مليون منهم من أمريكا ومثلهم من الاتحاد الأوروبي، مؤكدا أن مصر أمام موقف اقتصادي سيئ وعجلة الإنتاج لا تدور "وذلك بسبب انعدام الرؤية". وبرر هيكل تأخر النظام الحاكم في التصرف في هذه الأزمة الاقتصادية بانتظاره الحصول على مفاتيح السلطة، مضيفا "ولكن الكارثة أنه لا يوجد دلالات تقول إنه قادر على حل هذه الأزمة".