اكتشف علماء أمريكيون حالة فريدة لحوت أبيض تمكّن من تقليد أصوات تشبه الأصوات البشرية إلى حد كبير رغم أنها ليست مفهومة، وقد رصدت أجهزة الهيئة الوطنية للثديات البحرية في ولاية كاليفورنيا هذه الحالة بالصوت والصورة. وكان الباحثون في المؤسسة الوطنية للثدييات البحرية في كاليفورنيا كثيرا ما يسمعون صوت أناس يتحدثون قريبا من حظيرة الحيتان والدلافين داخل المؤسسة، لكنهم لم يتمكنوا قط من معرفة مصدر الصوت، واتضح الأمر فقط عندما خرج أحد الغواصين من الحظيرة وسأل زملاءه عن سبب إبلاغهم له بالخروج من الخزان، لكن الحقيقة هي أنه لم يصدر أمر بذلك، وعندها اتضح لهم الأمر، فقد كان الصوت صادرا من حوت أبيض صغير يُدعى NOC. وأوضح الباحثون أنهم على مدار سنوات لم يتمكنوا من فهم وتفسير الأصوات البشرية الفريدة التي كان ينطق بها NOC، ولكنهم أكدوا أنها أصوات بشرية النمط. وبعد تسجيل الأصوات اكتشف العلماء في مركز الأبحاث أن الحوت كان قد غيّر الطريقة التي يصدر بها هذه الثرثرة لكي يجعل صوته أقرب شبها بأصوات الأشخاص الذين يعتنون به، وأصر الباحثون على أن هذا السلوك كان محاولة واضحة لتقليد البشر، وأشاروا إلى أن الحوت ربما حتى كان يحاول التواصل معهم. وقد أكد جاستن جريج -عالم الحياة البحرية- أن ما كان يقوم به NOC هي محاولات جاهدة لتقليد الأصوات البشرية، مدللا على ذلك بأنه الكائن الوحيد الذي تمكّن من إصدار تلك الأصوات بين جميع رفاقه من الحيتان والدلافين التي كانت موجودة في أحواض الهيئة الوطنية للثديات البحرية. يذكر أن NOC بدأ يتكلم في الثمانينيات بعد قضاء سبع سنوات في اتصال مباشر مع الباحثين في المنشأة، وقلّ كلامه بعد أربع سنوات، ثم توقف تماما بعد أن وصل إلى مرحلة البلوغ، ومات منذ خمس سنوات، لكن الفريق العلمي ظلّ يدرس جميع المواد التي التقطها له، سواء صور أو مقاطع صوتية ومرئية، في محاولة منه لفهم تلك الأصوات.