أعرب اللواء أفيف كوخافي -قائد المخابرات العسكرية في الجيش الإسرائيلي- عن قلقه من خطر تحول هضبة الجولان إلى جبهة حرب مع سوريا، وذلك في أعقاب تدهور الأوضاع في دمشق. وقال كوخافي خلال جولة له في الجولان أمس (الخميس) إن الهدوء الذي ساد في الجولان طيلة عشرات السنين منذ حرب أكتوبر 1973، لم يعد مضمونا، فالمعارك الدائرة في سوريا بين جيش النظام وبين الثوار يقترب كثيرا من الحدود مع إسرائيل، والنظام السوري يفقد سيطرته على مناطق كثيرة، بينها منطقة الجولان وهناك قوى من تنظيمات القاعدة والجهاد العالمي تستغل الوضع وتصل إلى الجهة الشرقية من الجولان، والأمر يخلق تحديات جديدة أمام إسرائيل، عليها أن تستعد إليها جيدا وتكثف جهودها لمجابهتها. وأكدت مصادر عسكرية أن الاستخبارات العسكرية تقوم بدراسة الوضع وتتخذ إجراءات جديدة لمواجهته، والجولة في الجولان هي ضمن الإجراءات التي تقوم بها في الأوضاع الجديدة. وأوضحت المصادر أن إسرائيل ليست الجار الوحيد الذي ينتابه القلق من تدهور الأوضاع في سوريا، فكل جيرانها يخشون من انتقال الصراع إلى حدودهم، وقام كوخافي ومعه قادة القوات الإسرائيلية المرابطة في الجولان السوري المحتل، بزيارة إحدى قمم جبل الشيخ، حيث ترى بوضوح المنطقة التي وصل منها نحو 50 مواطنا سوريا من المتمردين، وذلك وفقا لما ورد بجريدة الشرق الأوسط اللندنية. كما أدى وصول التمردين إلى حالة استنفار بين القوات الإسرائيلية، وقال إنه اتضح بشكل قاطع أن هؤلاء ينتمون إلى المعارضة السورية وقد هربوا من منطقة القتال وعبروا قرب الحدود مع إسرائيل، باعتبارها منطقة آمنة لهم أكثر من مناطق العمق السوري، وقد تدارسوا معا كيف يتم تطوير عمليات التنسيق بين المخابرات والمقاتلين، في حال تقدم مثل تلك المجموعات إلى الحدود مع إسرائيل. وتعد هضبة الجولان السورية محتلة من الجانب الإسرائيلي منذ عام 1967 وهو ذلك العام الذي استطاعت فيه إسرائيل أيضا احتلال مناطق شاسعة من الأراضي، فقد استولت على الضفة الغربية وقطاع غزة وشبه جزيرة سيناء حتى الضفة الشرقية لقناة السويس.