د ب أ شهد الأسبوع كثيرا من الأحاديث الإعلامية لقادة فرنسيين نادرا ما يتحدثون، فبعد أن تجنبت فرنسا موجة من الهجمات على السفارات الأمريكية والغربية في الأيام الأخيرة، فإنها كانت المقصد للتعبير عن الغضب بعد أن نشرت صحيفة شارلي إبدو الساخرة رسوماً مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم. وفي تصريحات لإذاعة "فرانس إنفو" قال لوران فابيوس -وزير الخارجية- على هامش زيارته مؤخرا لمصر، وهي إحدى البلدان التي شهدت احتجاجات واسعة على خلفية الفيلم المسيء للإسلام، قال فابيوس: "لا أرى أي فائدة على الإطلاق من مثل هذا الاستفزاز. فأنا حتى أدينه بوضوح". وقال دبلوماسي في باريس: "لن يمر الأمر بسهولة". وقد انتشرت بالفعل تهديدات بانتقام عنيف على صفحة الفيسبوك الخاصة بمجلة شارلي إبدو، حيث نشر الآلاف من الأشخاص تعليقات تدعم أو تدين الرسوم الكاريكاتورية. من جهتها تبدو الحكومة الفرنسية هذه المرة في مأزق كبير، فهي من ناحية يجب أن يُنظر إليها على أنها داعمة لحرية التعبير، ومن ناحية أخرى فإنه لا يمكن أن يُنظر إليها على أنها تتغاضي عن عمل على غرار "براءة المسلمين" وقد يؤدي في نهاية المطاف إلى خدمة مخططات المتطرفين العازمين على زعزعة استقرار الحكومات الإسلامية المعتدلة التي جاءت كنتاج للربيع العربي. فجان مارك إيرو -رئيس الوزراء- قد أزاح المسؤولية عن كاهله وألقى بالكرة في ملعب القضاء قائلا: "نحن في بلد يضمن حرية التعبير وحرية الرسوم الكاريكاتورية أيضا، وإذا كان الناس يشعرون حقا بأنهم أضيروا في قناعاتهم ويشعرون بأنه تم تجاوز القانون؛ فبإمكانهم اللجوء للقضاء". أما مدير مجلة شارلي إبدو،الذي يعرف بالإسم المستعار "تشارب"، فقد انتقد الحكومة بشدة تنيجة لموقفها "الملتبس"، مطالبا إياها ألا تخاف من "حفنة من المهرجين المثيرين للسخرية"، على حد زعمه. ولم يستطع مسلمو العالم أن يفيقوا من احتجاجات الفيلم المسيء للرسول إلا وخرجت مجلة شارلي إبدو بصورة ساخرة مسيئة للرسول الكريم وهو ما وجهه العرب والمسلمين التي تعج بهم فرنسا مطالبين بمحاكمة من قاموا بهذه الرسومات وهو ما وضع الحكومة الفرنسية في مأزق كبير.