ابنتي عمرها 6 سنوات، وبدأت منذ حوالي 3 شهور تتبول على نفسها أثناء النوم مرة تقريبا في الأسبوع ولا ندري السبب. هي لها أخت أصغر منها، عمرها 3 سنوات ونصف، كما أن ابنتي ذات شخصية أكبر من هم في سنها؛ فهي قيادية تحب اللعب مثل كل الأطفال. ولكن هذا التغيير حدث منذ سنة؛ فأنا مغترب في السعودية منذ 3 سنوات، وقد أتوا للعيش معي منذ سنة. وحاولت مراجعة كل تفاصيل حياتها، ولم أجد تغيير سوى مواعيد نومها التي تبدأ بعد الفجر لتستيقظ عصرا، وطبعا النوم في المكيف أغلب الوقت، مع مراعاتنا أن ترتدي الملابس المناسبة أثناء النوم. وأكلها هي وأختها ضعيف، ووزنها حوالي 17 كيلو، ووزن أختها 11 كيلو، وهذه كارثة أخرى تشغل بالي كثيرا.. أما الموضوع الأهم فهي عضويا سليمة، وشاكر تعاونكم معنا. waleedbrahem
سيدي الفاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. بداية أشكر سيادتكم شكرا جزيلا على دقة الملاحظة والوعي، وكتابة أهم التفاصيل التي ستساعدني بإذن الله لأكون محددة في إجابتي على استشارتكم. فلقد استثنينا العامل العضوي -كما ذكرت سيادتكم- وهو عامل أساسي في حالات التبول اللاإرادي الثانوي، أي الذي يحدث بعد فترة من حدوث التوقف عن التبول، وهنا نحتاج لعمل تحليل البول وبعض الفحوصات الأخرى؛ إذا طلب ذلك طبيب الأطفال أو المسالك البولية. لكن سيادتكم أشّرت على سلامتها من الناحية العضوية؛ لذا في حالة ابنتك لدينا احتمالان: الاحتمال الأول: أن يكون الأمر مرتبطا بالسفر والبعد عن الأهل والأصدقاء وتغيير شكل الحياة؛ وقد يؤثر هذا بشكل مباشر على الطفل، أو يكون التأثير بشكل غير مباشر؛ من خلال ملاحظته للكبار وأقصد الأب والأم، أي أن يكون أحد الوالدين يعاني من بعض القلق والتوتر نتيجة للسفر والغربة، وهذا يتأثر به الأطفال. وفي أي من الحالتين؛ فإن القلق في الأطفال قد ينتج عنه التبول اللاإرادي كعرض عصابي، ويعتبر أحد أشكال النكوص والتراجع النفسي لمرحلة أقل في النضج النفسي، وكأن الطفل يقول لوالديه "أنا رجعت صغير تاني ومحتاج أحس بالأمان"، وهنا يجب التقرب من الطفل أكثر واحتوائه والسيطرة على مشاعرنا أمام الطفل؛ فلا يلاحظ قلق الكبار الذين هم أصل الحماية والأمان بالنسبة له، بالإضافة للعلاج السلوكي الذي سأوافي به سيادتكم. الاحتمال الثاني: وأنا أتفق معك بشدّة؛ وهو مرتبط بعدم انتظام مواعيد النوم واضطراب إيقاع النوم الطبيعي بالنوم أثناء النهار والاستيقاظ ليلا؛ حيث يؤدي ذلك إلى خلل في مراحل النوم، يزداد معه طول فترات النوم العميق، فلا يستيقظ الطفل حينما تمتلئ المثانة. وهنا يكون العلاج الأساسي هو العلاج السلوكي الذي يتم فيه تنظيم مواعيد النوم؛ بحيث يعتاد الطفل النوم في ساعات الليل، ويبدأ ذلك بالتدريج على أن يلتزم الوالدين أيضا بالنوم في مواعيد مناسبة لتعليم الطفل من خلال القدوة. كما يمكن تطبيق الخطوات الآتية في العلاج السلوكي: 1- الإقلال من شرب السوائل ليلا (على اعتبار أنه سينام ليلا)، والتزام الطفل بنوم الليل سنعتبره من التعليمات التي يكافأ عليها متى التزم بها. 2- الامتناع عن الأطعمة التي تزيد من الرغبة في تناول السوائل (المخللات والأطعمة المملحة أو السكريات). 3- تجنب الإمساك؛ لأن الأمعاء الممتلئة تضغط على المثانة. 4- الذهاب للحمام قبل النوم. 5- إيقاظ الطفل مرتين وأخذه إلى الحمام. 6- تقليل برودة المكيف أثناء النوم قدر المستطاع. 7- عمل جدول المتابعة والمدعمات: ويكون هذا الجدول بأيام الأسبوع، مع وضع 4 أعمدة (حدث تبول/ لم يحدث - التزم بالتعليمات/ لم يلتزم)، ويعطى الطفل ملصقا كنجمة أو قلب أو وجه ضاحك إذا لم يحدث تبول وإذا التزم بالتعليمات، وتوضع علامة (×) إذا حدث تبول أو لم يلتزم بالتعليمات، مع مراعاة إعطاء الطفل ملصق المكافأة في خانة الالتزام بالتعليمات إذا التزم بها؛ حتى وإن حدث تبول.
أيام الأسبوع حدث تبول لم يحدث التزم بالتعليمات لم يلتزم بالتعليمات السبت
الأحد
الإثنين الثلاثاء الأربعاء الخميس الجمعة بقيّ لي أن ألفت نظر سيادتكم لأمر مهم، وهو أن وزن الطفلتين أقل من الطبيعي بحوالي 3 كيلو. ولا بد أن تعلم سيادتكم أن من أسوأ النتائج التي يتسبب فيها اضطراب إيقاع النوم هو حرمان الطفل من هرمون النمو، الذي يُفرز ليلا ما بين الساعة الواحدة والثانية صباحا؛ وهو ما يترتب عليه نقص الوزن وقصر القامة، والذي أصبح منتشرا في الأجيال الجديدة التي اعتادت السهر منذ الطفولة. ألا يستحق كل ذلك أن ننظم مواعيد النوم لنا ولأطفالنا.. وفقك الله.