اكتشفت أنني طوال الوقت أقوم بشحن شيء ما.. بالطبع ينتمي الموبايل إلى الصف الأول من طابور الأشياء التي يجب الاهتمام بشحنها بالكهرباء؛ حتى لا ينفذ الشحن فجأة ويتعرض المرء إلى ما لا تحمد عقباه، فإذا نفذت بطارية الموبايل بينما المرء في الشارع؛ شعر فجأة بالضياع الكامل وبأن نهاية الكون قد حلت. لذا يجب على المرء أن يراقب مستوى شحن بطارية هاتفه باستمرار تجنبا للضياع، ولأنني أحتفظ بموبايلاتي القديمة لأضع فيها خطوطا أخرى من أجل الاستفادة بعروض الشركات المختلفة، وكل موبايل من ماركة مختلفة؛ فهذا يزيد الأمر تعقيدا.. إضافة إلى هذا فإن من في البيت يعتمدون عليّ في شحن هواتفهم أيضا، ولا أدري من وشى بي مدعيا أنني متخصص في عمليات الشحن. هناك أيضا بطارية الكاميرا الرقمية، ولأنني أستخدم الكاميرا بإفراط؛ فإن هذا يسمح لها بشرف الانضمام إلى القائمة.. Laptop يعمل أيضا بالبطارية، والبطارية بحاجة إلى شحن.. سماعة Bluetooth التي أستخدمها أثناء القيادة بحاجة إلى شحن.. ماكينة الحلاقة الكهربية ومشغل mp3، والنتيجة هي أن الأمر تحول إلى فوضى حقيقية.. هناك غابة متشابكة من أسلاك الشواحن تتداخل معا، وتتشابك حتى تستعصي على الحلّ والفكّ.. أما عند السفر فلا بد للمرء أن ينسى شاحنا منهم. لا ننسى أيضا أن هناك عشرات الأجهزة الأخرى التي تعتمد على البطاريات القابلة لإعادة الشحن؛ مثل: أجهزة Tablet، وأجهزة الألعاب المحمولة (مثل الPSP وسواها)، وماكينات إزالة الشعر، والطابعات، والماسحات المحمولة، وأجهزة الGPS، والسماعات اللاسلكية... وعشرات غيرها. منذ عشر سنوات أو أكثر قليلا لم تكن هذه المشكلة موجودة، لم يكن هناك كل هذا الهوس بتحويل كل شيء إلى الصيغة المحمولة التي يمكن نقلها من مكان إلى آخر، لهذا زاد اعتمادنا على البطارية والشواحن، وصارت تحتل جزءا لا بأس به من حياتنا اليومية. لكنه شيء مزعج بالطبع أن تظل أسيرا لفكرة متابعة مستوى شحن أجهزتك المحمولة، والتي لا تلبث أن تفرغ من طاقتها كل فترة قصيرة.. المشكلة الحقيقية هي أن الأجهزة تطورت كثيرا في وقت لا تزال فيه البطاريات متخلفة أشواطا إلى الخلف. لكن هذا الأمر لن يدوم طويلا، هناك أبحاث عديدة من أجل ابتكار بطارية فائقة تدوم لأيام طويلة، وربما لشهور؛ منها بطارية الهيدروجين التي يتردد أن شركة Apple الشهيرة تعمل في صمت على تطويرها لتجعل هاتف iphone الخاص بها يعمل لأسابيع طويلة متواصلة من مجرد شحنة واحدة، وهناك أيضا مشاريع لصنع بطاريات تستغل الخاصية البيزوكهربية، وبطاريات تستغل الطاقة النووية لتدوم لسنوات. لو كان الخواجة فولتا حيا ورأى كم صارت بطاريته فائقة الأهمية في حياتنا لمات من شدة الطرب.