هذه المرة سنواصل ما بدأناه في الحلقة السابقة والذي يعد محور اهتمامنا في هذا الباب، وهو كما ذكرنا سابقاً "السلم الموسيقي للممارسة الحميمة"، وحتى نتعرف أكثر على الحقائق المتعلقة بالعلاقة الحميمة من المهم أن ندرك الحقائق التالية عند تناول العوامل الحسية: حقائق في حوار الأجساد والأرواح * يتم استقبال إشارات الإثارة عبر المستقبلات الحسية لحواسنا الخمس (النظر/ السمع/ اللمس/ الشم/ الذوق).
* اللعب على أوتار هذه الحواس بتنويعاتها المختلفة يضيف الكثير من الإمتاع والتشويق والتجديد للممارسة الحميمة بين الزوجين، والعازف الماهر هو الذي يجيد اللعب على هذه الأوتار بحرفية ومهارة.
* حواس الشم والنظر والسمع لها أهمية شديدة في بدايات العلاقة، ومع المزيد من الاقتراب والتلامس تحتل حاسة اللمس منصب الصدارة بين الحواس.
* إشارات الألم الجسدي -إن وجدت- تتصارع مع إشارات الإثارة؛ ولذلك فمن الضروري تجنب الإيلام الجسدي والبحث عن أسبابه -إن وجدت- وعلاجها فورا.
الحواس المختلفة ودورها في الممارسة الحميمة: 1. الذوق: هناك اختلاف حول دور حاسة التذوق في الممارسة الحميمة، وذلك لوجود مساحة كبيرة من التداخل مع حاسة الشم.
2. الشم: من الحواس شديدة الأهمية والتأثير في الرغبة الجنسية وفي مرحلة الإثارة، هذا التأثير يمكن أن يكون إيجابيا عند شم روائح الجسد الطبيعية الرقيقة أو مع استعمال أنواع العطور المختلفة، كما يمكن أن يكون للروائح تأثيرها السلبي على العلاقة الحميمة.. فالروائح الكريهة المنبعثة كنتاج لإهمال النظافة الشخصية أو كنتاج لبعض الأمراض (مثل التهابات الفم والأسنان والالتهابات التناسلية... إلخ) يمكنها أن تسبب النفور وضعف الرغبة والإثارة.
3. النظر: لا ينكر عاقل ما لحاسة النظر من دور رئيسي في إحداث الإثارة الجنسية.. وخصوصا في بدايات التقارب؛ حيث إن حاسة النظر تفقد قيمتها كلما اقترب الزوجان من الاتصال الفعلي.. وتزداد قيمة حاستي اللمس والشم عند الاقتراب. والعلامات الحسية الثانوية أهم في إحداث التأثير من العلامات الحسية الأولى (الأعضاء الجنسية).. والجسد المغطى بملابس فاتنة تظهر جمال الجسد وتناسقه أكثر فتنة من الجسد العاري.. وحركات الجسم المثيرة سواء كانت مقصودة أم غير مقصودة لها دور كبير في إحداث الإثارة الجنسية.. وللعيون لغة من أقوى اللغات الحسية من خلال النظرات الساحرة المحملة بالمشاعر والمعاني.
4. السمع: تعتبر حاسة السمع من الحواس المهمة جدا في الممارسة الحميمة.
5. اللمس: وهو من أهم الحواس في العلاقة الجنسية، والأعضاء اللامسة تشمل سطح البشرة كله وكذلك الأجزاء القريبة من الأغشية المخاطية (حول الفم والفرج وفتحة الشرج)، والإحساس باللمس يختلف من جزء لجزء، ويمكن تقسيم اللمس إلى نوعين:
اللمس المستسلم: (أن يكون الإنسان ملموسا)... وهذه تشمل سطح الجسم كله، والأغشية المخاطية الخارجية، ويمكن أن تتأثر الأنسجة والأعضاء الواقعة تحت البشرة من لمسة قوية عنيفة أو لمسة مستمرة، وتتجمع مناطق الشهوة حول فتحات الجسم وبجوارها، وفص الأذن من مناطق الشهوة وكذلك العنق، والمناطق المختفية والداخلية (فروة الرأس – تحت الإبطين والجانب الداخلي للذراع – بين الفخذين والثنية العميقة التي تفصل الردف عن الجزء الأعلى من الفخذ) تتميز بحساسية شديدة للإثارة الجنسية، ولا يخفى على أحد ما يحدثه لمس الثديين وحلمتيهما وكذلك الأعضاء التناسلية من تأثير مهيج عند النساء والرجال على السواء.
اللمس النشيط (أن يكون لامسًا)... وفي هذا النوع يتأثر جلد الأعضاء اللامسة.. ومن أهم هذه الأعضاء اليدان والأصابع وأطرافها.. وطرف اللسان..وشفاه الفم.. ويلي هذه الأعضاء في التأثير القدمان وأصابعهما.
كيف يمكننا دراسة خريطة المتعة الجسدية؟ لأن الاختلافات بين البشر واسعة فكل زوجين في بدايات الزواج عليهما أن يدرسا معا خريطة المتعة الخاصة بهما، ويتم هذا كما قلنا مسبقا بالمصارحة والحوار والاستكشاف والتجريب، ويمكن أن يستخدما تدريبات التي ابتكرها العالمان "ماسترز (Sensate focus) نقطة الإحساس وجونسون"، وتعتمد فكرة هذه الطريقة العلاجية على التركيز على الاستمتاع بأحاسيس اللمس، مع صرف الذهن عن التفكير في أي أمر آخر، والتركيز على اللحظة الحالية بما فيها من متعة وصرف الذهن عن التفكير في الماضي بما يثيره من كآبة، وعن المستقبل بما يشوبه من قلق، وألا ينشغلا بالانتظار والتفكير في ذروة المتعة، وكل طرف في هذه العلاقة مسئول عن نفسه؛ فليطلب ما يمتعه، ويطلب من الآخر تجنب ما يضايقه أو يؤلمه، وفي هذه التدريبات يقوم كل طرف من طرفي العلاقة بتدليك جسد الآخر (من أعلى الرأس إلى أخمص القدمين) بالتبادل مع الاستعانة بسائل مرطب في عملية التدليك هذه، وعلى الطرف المستقبل لعملية التدليك أن يقود المدلك ويوجهه لما يمتعه من طرق اللمس ومناطقه، ويمكن أن تتم هذه الملاعبات على مراحل.. ففي المرحلة الأولى يتم تجنب المناطق التناسلية تماما.. وفي المرحلة الثانية يتضمن التدليك المناطق التناسلية مع تجنب الإيلاج.. وفي المرحلة الثالثة يتم التقاء الختانين (مع أو بدون إيلاج)، وبانتهاء هذه المراحل سيصبح الزوجان أكثر قدرة على التواصل معا.