السلام عليكم.. مش عارفة أبدأ فضفضتي منين، لأني مش باعتبرها مشكلة قد ما هي فضفضة وأتمنى إنكم تتحملوها حتى لو طويلة.. أنا عندي 27 سنة وكنت مخطوبة وماحصلش نصيب وبدون دخول في تفاصيل القصة دي.. أنا عندي أوقات فراغ كثير أوي وباقضيها على النت، وفي غرف الشات ودخلت في علاقات كثير مع صبيان يضحكوا عليّ وباضحك عليهم وخليت مشاعري تنداس من كل واحد يسوى ومايسواش.
رغم إنى ماكنتش كده أبدا ودايما باخاف على مشاعري.. المهم في واحد اتعرفت عليه وكنت اديته شوية معلومات سطحية عني ماتوصلش لأي حاجة، لأن هو في بلد وأنا في بلد وما يقدرش يوصل لي، بس مش عارفة إزاي وبطريقة ساذجة الولد ده ضحك عليّ وفضل يهددني إنه هايوصل لي وهايوصل لأهلي بتسجيلات عنده ليّ، وأنا صدقته من غبائي.
عشت أيام قلق وخوف وحيرة إنه ينفذ كلامه العبيط ليّ ومابقتش أنام، وكلمت صديق ليّ وحكيت له وقال لي إنتي إزاي تصدقيه؛ هو أصلا مش هايقدر يعمل حاجة ولا هايقدر يوصل لك، إنتي إزاي تخلي واحد زي ده يوصلك للحالة دي؟! بقيت أستصغر نفسي وأحس إني من غير شخصية وكنت مفكرة حالي قوية بس مع أول تهديد خفت وبقيت أترجاه وبقى يشتمني ويقل أدبه عليّ، وحسيت إني بهين نفسي وكرامتي وده اللي مضايقني، إن كرامتي اتهانت..
أنا حاليا سافرت ومابقاش لي علاقة بيه أو من على حد من النت، وهو ماقدرش يوصل لحاجة فعلا، بس أنا لحد دلوقتي لو شفت اسمه باكون خايفة، من إيه مش عارفة، ودايما في حالة قلق.. رغم إن أنا حاليا مش في مصر أصلا بس لسه الخوف جوايا، هو مش مسيطر عليّ زى الأول بس لسه قلقانة وزعلانة على نفسي وعلى كرامتي اللي اتهانت.. مش عارفة إحساسي وصلكم ولا لا؟؟ في النهاية شكرا علشان سمعتوني.
monalizailoveyou
صديقتي العزيزة الغالية.. كم أتمنى أن تستعيدي نفسك مرة أخرى وتقدري ذاتك حق تقديرها، فتعلمي كم يحبك الله وكم كرمك {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً}، والله تعالى لم يخلقك إلا لأنه يحبك، ولذلك وضع لك منهج حياة عندما تسيري عليه تكونين في منتهى السعادة والطمأنينة والعزة {مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ}.
فهذا هو الأصل، ألا يكون الإنسان ذليلا إلا لله تعالى، ففي ذله ذلك منتهى القوة له ومنتهى اللذة أن تكوني منكسرة بين يدي الله تبكي على ذنبك وتدركين أن الله يحب منك ذلك، بل رُب معصية أورثت ذلا وانكسارا خير عند الله من طاعة أورثت عزا واستكبارا، والله تعالى يفرح بتوبة عبده لأنه يحبه، وعندما يريد بعبده خيرا فإنه يكرهه في المعصية ويريه من الطريق السيئ ما يجعله ينفر منه ويتعب لكي يبحث عن الراحة في قرب الله عز وجل فيذيقه طعم الراحة والأمان.
ولذا عليك أن تعلمي أنك حينما تحيى روحك بالله ستشعرين أنك أشبعت في العاطفة وأنك أصبحت قوية وأكثر ثباتا وطمأنينة وراحة، فإذا تغذى الجسد على حساب الروح فإنك تشعرين بالتعب والفراغ الذي يدفعك إلى طرق لن تزيدك إلا تعبا وألما وخوفا، والروح غذاؤها القرب من الله، عليك عزيزتي بالمداومة على قراءة القرآن فهو غذاء الروح {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}.
وطريق الله يا عزيزتي هو الطريق الوحيد الواضح الذي يريد الله أن يهديك إليه لمصلحتك ولأنه هو الطريق الوحيد الذي تستقيم عليه حياتك، فكيف تستقيم روحك التي هي من عند الله إلا على ما يرضى الله {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ *قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}..
فمهما حاول الإنسان اكتساب السعادة بأي طريقة أخرى غير منهج الله تعالى لن يجد سوى أنه يلهث وراء سراب، لن يجد إشباعا قط سوى في البركة التي ينالها حينما يسخر حياته لله، يفعل كل تصرفاته في الحياة وهو يعلم أنه مراقب من الله فيشعر بالسعادة وهو يعلم أنه يثاب على كل أمر بفعله، حتى الأمور الدنيوية كالطعام والنوم والملبس، فيأخذ النية أنه يحتسب كل ذلك طاعة لله فيستعين بالملذات الدنيوية الحلال التي شرعها الله له على أن يكون سعيدا وتكسبه الطاقة الإيجابية للعبادة في كل أموره وفي أي عمل صالح يفعله فيطمئن إلى أن الله يحيه حياة طيبة {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}..
ويعلم أن الله ينزل على المؤمنين السكينة التي تحميهم من الخوف والحزن {إنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ. نُزُلاً مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ}.. ويعلم أنه في حماية الله فلن يضره شيء، وهو تعالى أحن عليه من أبيه وأمه وأقرب إليه من حبل الوريد.
لذا استشعري عظمة وجود الله في حياتك؛ فهو تعالى الرقيب عليك في كل تصرفاتك، فإذا حدثتك نفسك بذنب فكري في عظمة الخالق وبأنك يمكن أن تبعثي على هذه الحالة التي أنت فيها، فماذا ستقولين لله عندما تأتيه وحدك يوم القيامة ويناديك باسمك ويعرض عليك صحيفتك المكتوب فيها كل ذنب وتوقيته وستشهد جوارحك عليه.
عزيزتي.. أنا أخشى عليك في حياتك الدنيا والآخرة، وأتمنى أن تدركي أن قيمتك وحياتك أغلى بكثير من أن تهبطي بها إلى من لا يستحق، تأكدي أنك عندما تنظرين إلى الحياة نظرة ربانية سوف تختلف تماما، وستجدين أن الله أعطاك فرصة رائعة لكي تستعيدي نفسك فيرزقك بمن يليق بالمكانة التي عززتِ نفسك فيها، وحتى تُذهبي عنك الهم وتجلي لنفسك الرزق الذي تتمنين أكثري من الاستغفار، وسوف ترين نتائج مبهرة خاصة عندما تحسنين الظن بالله دائما ولا تتركي الدعاء والاستغفار أبدا مهما حدث فلا تجربيه ثم تقولي لم يستجب لي، فانتبهي لأن ذلك اختبار لك، عليك بالمداومة وهذا وعد من الله على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم :"من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا ورزقه من حيث لا يحتسب".
وقال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- "لو نزلت صاعقة من السماء ما أصابت مستغفرا".. وكان علي رضي الله عنه يقول: "العجب ممن يهلك ومعه النجاة، قيل وما هي: قال: الاستغفار".. وقالَ لقمان لابنه: "يا بُني أكثِر من الاستغفار فإنّ للهِ نفحاتٌ لا ينالها إلا المُستغفِر".. أشكرك على رسالتك التي أظهرت روحك النقية التي تعبت من سواد المعصية وأرادت أن تبحث عن النور الرباني، وقلبك النقي يا عزيزتي بحاجة إلى إنقاذه فلا تخذليه.