وجد الإعلاميون -ومن لا يجدون عمل في البرامج الفضائية- ضالتهم في الشائعات التي ضربت المنتخب الأوليمبي في مقتل قبل وقت صعب من انطلاق منافسات دورة الألعاب الأوليمبية القادمة بلندن، والتي تكاد تقتل أحلام المصريين الذين غاب منتخبهم عن الأوليمبياد 20 عاما حتى اللحظة. وجد الفضائيون ضالتهم في ظل تجمد النشاط المحلي بالكامل، وغياب المباريات ليعلقوا عليها أو يأكلوا منها عيش في برامجهم التي تصل في عملها إلى ما بعد فجر اليوم الثاني لإذاعة كم إعلانات الشيكولاتة ومساحيق الغسيل والشور جيل و0900 وغيرها لملء جيوبهم على آخرها، والحصول على مرتباتهم الفلكية المغموسة في مستنقع من الأخبار الملفقة، والشائعات المغرضة، وبدلا من أن يقوم الإعلام بدوره المرسوم له من توعية الجمهور، والبحث عن الحقيقة والتأكد من التلفيق "الغبي"، عملت القنوات الفضائية على السير على قماشة، وكانت أصعب هذه الشائعات التي تلاعب بها الفضائيون وكلها من القاموس الجنسي والإباحي من معسكرات المنتخب الأوليمبي؛ سواء في كوستاريكا أو في المغرب. وقام أحد المذيعين بتلفيق ودعم الشائعات بتأكيده هناك خطاب من قبل إدارة الفندق يؤكد على أن هاني رمزي كان يتردّد على الكازينو الخاص بالفندق إلا أنه لم تصدر منه أي تجاوزات، بينما ردّد أحد مقدمي البرامج دون أي وعي أن إحدى فتيات الليل جاءت إلى معسكر المنتخب، واجتمعت مع أحمد مجاهد رئيس البعثة وعضو مجلس الإدارة، وطالبت بالحصول على مبلغ مالي 100 دولار أو أكثر من أحد أفراد الجهاز الفني -رفض الإفصاح عن هويته- بعد أن قضت معه وقتا طويلا، وهو ما جعل طارق السعيد المدرب المساعد يتدخّل ودفع الأموال وقام بطردها، وطلب هاني رمزي -المدير الفني- الاستغناء عن هذا الشخص تحديدا من مجلس إدارة اتحاد الكرة السابق. في حين ربطت الأخبار بين هذا الأمر وإقالة اختصاصي التأهيل بالمنتخب الأوليمبي، وأفردت البرامج وقتها للموظف المقال الذي هدّد من يرى أنهم ظلموه وأصدروا قرار إقالته من كوستاريكا، وقبل التحقيق معه, ذاكرا بعض النجوم الكبار الذين لهم وقائع سابقة وبخاصة رمزي، مشيرا إلى أنه لا يعمل عند المدير الفني ليُقيله، وأنه يعمل في منتخب مصر وفق منظومة محترمة. وكالعادة بات كل شيء مبهما لا وجود لحقائق تثبت صحة الفضائح التي ملت البرامج ضجيجا، أو حتى ثبت براءة أعضاء الجهاز الفني من التهم الموجهة إليهم. فهل بعد كل هذه الأمور تتخيّل أن يؤدّي المنتخب الأوليمبي بشكل جيّد خلال أوليمبياد لندن؟