من الطبيعي أن يكون الشغل الشاغل لإسرائيل حالياً هو مسيرة الانتخابات الرئاسية في مصر؛ لأن شخصية وأيديولوجية وتوجهات الرئيس المصري القادم ستؤثر بالقطع على العلاقات المستقبلية بين الدولة العربية الأكبر صاحبة أول اتفاقية سلام إقليمية وإسرائيل. وفي هذا الإطار قامت صحيفة هآرتس الإسرائيلية بعمل تقرير صحفي قصير يعكس نظرة بعض المتنافسين على منصب الرئاسة المصرية تجاه إسرائيل.
ويبدأ التقرير الصحفي بالمرشح الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل الذي رغم انتمائه للتيار السلفي المشهور بمعاداته الشديدة لإسرائيل، فإن المفاجأة –حسب ما تشير إليه الصحيفة الإسرائيلية- تمثلت في تطرّق أبو إسماعيل لإسرائيل بشكل إيجابي في العديد من لقاءاته الإعلامية والصحفية؛ حيث أعلن أنه يعتزم الامتناع عن الاستعانة بأموال الضرائب المحصّلة من نوادي القمار؛ لأنها محرمة شرعاً، واستشهد أبو إسماعيل بإسرائيل التي حظرت القمار لتعارضه مع الديانة اليهودية.
وتشير هآرتس إلى أن حازم صلاح أبو إسماعيل ليس الوحيد الذي تطرق إلى إسرائيل بشكل إيجابي؛ حيث إن هناك مرشحاً آخر يدعى صابر حافظ صابر وهو رجل أعمال مصري، زعم أن لديه مشروعا سيحلّ جميع مشكلات مصر، ويعتمد مشروعه هذا على إقامة منظومة علاقات خارجية قوية خاصة مع إسرائيل، وإقامة مشروعات اقتصادية مشتركة مع إسرائيل؛ لإقناع الدولة العبرية بأن فكرة الحرب بين الدول لم تعد مجدية.
من جهة أجرى صرّح إسحاق ليفانون -السفير الإسرائيلي السابق بالقاهرة- للصحيفة معلقاً على السباق الرئاسي المصري أن "العامل المشترك بين أبرز مرشحَيْن (عمرو موسى وأبو الفتوح) هو كراهيتهما شبه المعلنة لإسرائيل"، ويضيف السفير الإسرائيلي أنه لا يوجد شخص من بين المرشحين لمنصب الرئيس المصري يمكن اعتباره شريكا محتملا يمكن لإسرائيل العمل معه، كما لا يوجد مرشح يحظى بشعبية جارفة، فعمرو موسى لا يحظى بدعم الإخوان المسلمين ولا السلفيين، وأحمد شفيق يتمتع بقدرات جيدة لكن لم تتضح فرصه بعد"..
في الوقت نفسه يحذّر ليفانون من أن دخول حركة الإخوان المسلمين في المنافسة على منصب الرئيس يعني احتمالية السيطرة التامة للحركة على مصر؛ لأن انتخاب أحد أعضاء الحركة كرئيس لمصر يعني الدمج بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، وهو الأمر الذي قد يسبب قلقاً بالغاً".