وكالات قال المجلس الوطني السوري المعارض إنه يستعدّ لتسليح المقاتلين المناهضين للحكومة بمساعدة أجنبية في حين تبادلت الحكومة والمعارضة الاتهامات بمسئولية الطرف الآخر عن مذبحة شهدتها مدينة حمص. وقتل عشرات المدنيين بدم بارد في مدينة حمص في مطلع الأسبوع، بينما كان كوفي عنان -مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية- يزور سوريا؛ للسعي إلى اتفاق على هدنة، والسماح بدخول مساعدات إنسانية وحوار سياسي. ودعا متحدّث باسم المجلس الوطني السوري القوى الأجنبية إلى التدخّل، وقال إنه شكّل بالفعل مكتب تنسيق لإرسال أسلحة إلى المعارضين بمساعدة حكومات أجنبية، ولم يفصح عن أسماء الدول أو مكان المكتب. وقال جورج صبرا -المتحدّث باسم المجلس للصحفيين- في مؤتمر صحفي في إسطنبول: "نطالب بتدخّل عسكري عربي ودولي عاجل من أجل إنقاذ المدنيين، ونطالب أيضا بممرات ومناطق آمنة توفّر الحماية من خطر الإبادة للمواطنين المهددة حياتهم ووجودهم، كما نطالب بحظر جوي على كل الأراضي السورية لمنع عصابات الأسد من ارتكاب المزيد من المجازر والمذابح". من جانبه، أعلن المتحدّث باسم تنسيقية اللاجئين السوريين في لبنان أحمد موسى، أن 50 عائلة سورية لجأت إلى طرابلس ومحيطها، بعد فرارها من حمص، وقد هرب معظمهم بعد أن سمعوا بالمجزرة التي وقعت في حي كرم الزيتون والعدوية في المدينة. وذَكَرت الهيئة العامة للثورة السورية أن 114 شخصا لقوا حتفهم، برصاص الأمن السوري معظمهم في حمص وإدلب، وقال الناشطون إن من بين القتلى 52 شخصا قتلتهم قوات الأمن والشبيحة في حمص. وأوضح عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبد الله أنه عثر "على جثث ما لا يقل عن 26 طفلا و 21 امرأة في حي كرم الزيتون والعدوية، بعضهم ذبحوا وآخرون طعنوا على أيدي الشبيحة". وبثّ ناشطون أشرطة فيديو وصورا مروعة عن الضحايا تظهر فيها رؤوس أطفال مشوهة وجثث متفحمة، وذَكَر العبد الله أن عناصر من "الجيش السوري الحر" تمكّنوا من نقل الجثث إلى حي باب السباع الأكثر أمانا، وهو ما مكّن الناشطين من تصوير الجثث. وروى هادي العبد الله نقلا عن شهود أن عناصر من قوات النظام "جمعت يوم الأحد عشرات النساء والفتيات في ساحات عامة في كرم الزيتون، وتمت تعريتهن، وذلك أمام أعين أهلهن"، وأضاف أن "بعض الأهالي الذين شهدوا إذلال بناتهن قالوا لي إنهم لم يستطيعوا إلا البكاء، لأنهم كانوا مهددين بالسلاح". وقد دعت لجان التنسيق المحلية السورية إلى اعتبار اليوم (الثلاثاء) يوم حداد عام في كل أنحاء سورية عبر إغلاق المحال التجارية والامتناع عن الذهاب إلى العمل والمدارس والجامعات.