حذّر الدكتور معتز بالله عبد الفتاح -أستاذ العلوم السياسية- اللجنة التأسيسية التي سيتم اختيارها لوضع الدستور من 4 مطبات رئيسية يجب تجنّبها تماما أثناء كتابة الدستور الجديد. وأوضح عبد الفتاح أن أول هذه المطبات: "ألا نعيد مستبدا جديدا بمنح الرئيس صلاحيات لا حدود لها"، والمطب الثاني: "مع تجنب الاستبداد يجب ألا نصنع شللا سياسيا كما حدث في لبنان والعراق، فشكل تلك الدول من الخارج أنها دول ديمقراطية لكنها في الحقيقة غير مستقرة". واستطرد عبد الفتاح بعرض المطب الثالث: "يجب الحذر من تسييس مؤسسات الدولة كالأوقاف والتعليم، وإسنادها لأغلبية معينة لتختار الوزراء بما يسمح بعملية غسل العقول"، ورابعا: "بعد تجنب ما فات يجب ألا نصنع عدم استقرار كمساءلات للحكومة وطرح عدم ثقة، فتنهار الحكومات ونظل في ظل حكومات تسيير أعمال لا تتخذ قرارا طويل الأمد"، مؤكدا: "معظم مشكلاتنا حلّها في اتخاذ قرار طويل الأمد". وقال عبد الفتاح: "نحن الآن بصدد تحقيق ما أراده آباؤنا وأجدادنا وهو الجلاء والدستور"، موضحا أن الجلاء هو تحرير مصر من المعتدين، والدستور يعني تحرير المواطنة. وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى ما تم اقتراحه في المجلس الاستشاري من معايير لاختيار اللجنة التأسيسية لوضع الدستور، وكانت تشمل أن يكون 30 من أعضاء اللجنة من داخل البرلمان، ويمثلون كافة الأحزاب كلّ على حسب عدد نوابه، و 70 من خارجه على أن يتم تمثيل كافة الأطياف والأحزاب والقوى السياسية. وأعرب عبد الفتاح عن سعادته بأن تطول فترة مناقشة وكتابة الدستور، موضحا في الوقت نفسه: "المشكلة أننا في وضع سياسي صعب، وكمية الأشياء التي يمكن انتقادها في مصر كثيرة"، مطالبا بأنه يجب أن يكون نقدنا بنّاءً. ونوّه عبد الفتاح إلى أن تاريخ مصر ضم 9 دساتير جميعها كانت بمبادرة من الرئيس أو الحاكم، أما اليوم فمما استطعنا إنجازه الآن بعد ثورة 25 يناير ولأول مرة في تاريخنا أن تقوم الجهة التي انتخبها الشعب بمبادرة إعداد الدستور. وفي ختام حواره ببرنامج "آخر كلام" على قناة ONtv طلب عبد الفتاح من كافة الشعب ومن أي شخص لا يتم اختياره ضمن لجنة المائة "ألا يظنّ ولو للحظة أنه تم اختيار لجنة المائة بناء على الكوسة والوساطة".