صرّح حازم صلاح أبو إسماعيل -المرشّح المحتمل لرئاسة الجمهورية- بأنه إنسانيا يفضّل بقاء كل المرشحين للرئاسة في السباق الرئاسي، معتبرا نفسه رجل القضايا العامة، وليس رجلا سياسيا أو قانونيا أو رجل دين فقط، مؤكّدا أن الدين هو أحد أهم القضايا العامة. وقال أبو إسماعيل إن المواطن الفلاح الذي يزرع أو رجل العشوائيات إذا شعر بأن أي مرشح للرئاسة كان أقرب للشخص هو "فسيحدث نوع من التقارب والتفاعل بين الناخب وبين المرشح للرئاسة مما سيدفع الناس لاختياره"، رافضا الحسم بنتائج التصويت الإلكتروني على صفحات فيس بوك وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي، لافتا النظر إلى أن استطلاعات الرأي التي تصدر فيها المركز الأول هو نسبة من خريطة السباق وليست كل الخريطة؛ لأنها تعبّر عن نسبة معينة. وعن دوره كمعارض، أكّد المرشح المحتمل للرئاسة أنه كان واحدا من القلائل الذين صرخوا ضد نظام مبارك، مشيرا إلى مشاركته في أواخر الثمانينيات ضد نظام مبارك مطالبا بحقّ سليمان خاطر، موضّحا أنه صرخ بعدم صلاحية مبارك للاستمرار في الحكم، وأنه منذ أكثر من 20 عاما سجلت مضابط جلسات مجلس الشعب أن رجال مبارك كانوا يقولون: "حازم معارض أكثر من والده". وأوضح المحامي الشهير أن "وجود رئيس إسلامي له نائب يساري وآخر ليبرالي يقضي على مؤسسة الرئاسة"، مؤكّدا أننا بهذا لم نصنع "مركب فيها ريسين بل صنعنا من يضرب أقوى تتجه نحوه المركب، وهذا لا يليق". ولفت المرشح المحتمل النظر إلى وجوب إزالة فكرة النخبة في تفصيل "رئيس"، بل يجب مخاطبة الناس وإقناع المواطن بالرئيس القادم، موضّحا: "يجب أن يأتي الرئيس القادم لمصر بطريقة تنافسية لا توافقية؛ لأن هذه هي الديمقراطية". وأردف: "الرئيس التوافقي ليست فكرة مصرية بل فكرة عالمية تقوم بها أمريكا وخطة لابتلاع الثورات المصرية وتسويق لفكرة غير نزيهة وغير شريفة"، مؤكّدا أنه عار لا يمحوه الوقت؛ لأنه تحايل على المواطنين وفرض على اختياراتهم، مؤكّدا في الوقت نفسه أن المرشح التوافقي يجب أن يكون نتاج تيارات حرة دون ضغوط داخلية وخارجية. واستطرد الداعية الإسلامي أنه "يجب على الإسلامي والليبرالي والعلماني والفلول المنافسة على منصب الرئيس، ويجب الابتعاد كليا عن فكرة الرئيس التوافقي". وبيّن أبو إسماعيل -خلال حوار له ببرنامج "آخر النهار" على قناة النهار- أن آراءه محددة ومبلورة لكنها ليست صادمة بالمرة، مؤكّدا أن ذلك هو سبب الصدى الكبير الذي حققه في الشارع المصري. ورفض المرشح المحتمل للرئاسة المعونة الأمريكية، واصفا إياها بأنها ثمن حقيقي مقابل مصالح يأخذونها في مصر، مشيرا إلى أن المعونة يتم مناقشتها داخل البرلمان، مؤكدا: "لو رفضنا المعونة ستسعى أمريكا وراءنا حتى نأخذها، وهي من أطلقت على ثمن المصالح التي يأخذونها اسم المعونة مقابل ضمان استمرار تفوّق إسرائيل على دول المنطقة". وكشف أبو إسماعيل عن أن قرار ترشّحه للرئاسة شعر بأنه اضطرار وضرورة، منوها أن اتفاقية كامب ديفيد لم تُنشر كاملة أبدا، مؤكّدا أنه سيرفع الحصار عن غزة فورا، رافضا اتفاقيات المعابر مع إسرائيل وأنه سيلغيها فور فوزه بمنصب الرئيس، ولا توجد مخاطر من إلغاء اتفاقيات الغاز والمعابر. وعقب المرشّح المحتمل للرئاسة على زعامة جمال عبد الناصر على أنه "كان شخصا يمتلك كل وسائل الإعلام وكل شيء ليحافظ على قيادته وزعامته"، رافضا أن يكون اشتراكيا. وحول الثورة المصرية أوضح أبو إسماعيل أن ثورة مصر تضيع، مشيرا إلى أن أمريكا وإسرائيل تحتاجان لمصر، مؤكدا أن أمريكا التي قالت إنها ستتعلم من الشعب المصري فور نجاح ثورته، هي نفسها من تقول الآن أن ثورة مصر تضيع. كما كشف المرشح المحتمل للرئاسة أنه أول من طالب بالخروج الآمن للمجلس العسكري قبل أحداث محمد محمود، لكنه يرى الآن أن الوضع قد اختلف بعد أنهار الدم التي سالت. وأكّد أبو إسماعيل أن التيار الإسلامي "من لحمه ودمه"، مشيرا إلى أنه من الطبيعي أن يدعّم التيار الإسلامي المرشح الإسلامي، وفي حالة عدم القيام بذلك فإن هذا أمر غير طبيعي، لافتا النظر إلى أن برنامجه الانتخابي يعتمد بشكل أساسي على تلبية احتياجات المواطنين، مؤكدا أنه يوشك أن يكون الوحيد الذي قدّم أمورا محددة جدا في برنامجه الانتخابي، مشيرا إلى أن بوصلة التحديد السياسي تتمثل في راتب رب الأسرة. وطالب أبو إسماعيل مجلس الشعب بأن يكون ذكيا في التعامل مع المادة (28) الخاصة بغلق باب الطعون على نتائج انتخابات الرئاسة، مشدّدا على أنه سيدخل في تحدًّ مع هذه المادة. واختتم أبو إسماعيل حديثه بأن الشريعة الإسلامية ستحمي حقوق المسيحيين، ولفت النظر إلى أن هناك مسيحيين في حملته، مشيرا إلى أن أحد الأشخاص رفع بطاقته الشخصية للتأكيد على أنه مسيحي ويؤيد حازم صلاح أبو إسماعيل.