أنا دلوقتي في كلية تجارة إنجليزي.. أخويا وقف معايا رغم اعتراض بابا في الأول، لكن أخويا وماما وقفوا جنبي، وفي التيرم الأول حصلت مشاكل وحادثة لكن الحمد لله ربنا ستر وما توفقتش أوي في الامتحانات، والتيرم التاني حصلت مشاكل برضه.. المهم النتيجة كانت أني ما نجحتش.. طلعت بأربع مواد من التيرم الأولانى.. والتيرم التانى معايا 6 مواد ولازم أعيد السنة... بابا كان نفسه أنجح وكان عايز يتفاخر بنجاحي وكان بيقول إني هاجيب امتياز من غير ما يقول إن شاء الله.. ولما عرف النتيجة أصر إني أحول كلية تانية عشان أطلع معيدة زي ما هو بيحلم لي.. بس أنا قلت لأ أنا عاوزة أكمل، وقلت لهم أنا بس ما كنتش عارفة الكلية خلونى بس أكمل.. ولما لقيت الضغط زاد عليّ قلت خلاص هاحول تجارة عربي.. قلتها وحسيت إن روحي اتسحبت مني مش ببالغ والله بس بجد اكتئبت جداً وكنت بعيط كتير أوي.. لحد ما جت ماما خلاص بتقول لأخويا يحول لي تجارة عربي قال لي اللي يخليكي تدخلي عربي يخليكي تكملي في إنجليزي بس تنجحي... المشكلة دلوقتي بقى إني بقيت خايفة.. خايفة أوي بجد.. خايفة أذاكر ما أنجحش.. خايفة من اللي ممكن أعمله.. خايفة إني ممكن ما أذاكرش أصلا.. ما بقيتش واثقة من حاجة ولا بقيت متأكدة من حاجة ومش عارفة إيه ممكن يحصل مش عارفة إن كنت هاكمل في الكلية صح ولا لأ أصلا... بس هي دي مشكلتي.. باتمنى إنكم تفيدوني بسرعة وشكرا لكم.. em0
أولا فلتسمحي لي أن أشاركك شكر الله عز وجل على إنقاذك وإخراجك سالمة من ذاك الحادث الذي تعرضت له حتى وإن كان هناك آثار تركتها ولكن يبقى دائما أن نقول إن الأمور كان من الوارد جدا أن تتطور للأسوأ. ثانيا دعيني أختلف معك تماما في طريقتك التي تنظرين بها إلى رغبة والدك الدائمة في أن تحصلي على تقدير عام امتياز، ورغبته العارمة في أن تصبحي معيدة بالجامعة، فهو يراك الانتصار الوحيد الذي حققه ويسعى دائما للزهو بهذا الانتصار؛ لأن نجاح الأبناء من نجاح آبائهم وهذه قاعدة أسرية معروفة للجميع، وإن كنت أختلف معه في عدم تقديمه للمشيئة ولكن هذا لا يعني بالضرورة أن الله انتقم منه فيكِ، فما أسهل أن نضع لأنفسنا الأعذار ونجعل من الآخرين شماعة متينة نعلّق عليها أخطاءنا مهما بلغ ثقلها. ثالثا وهذه هي النقطة الأهم، كمّ الأحداث والضغط والتردد والنقاش والجدال الذي تعرضت له خلال العام الماضي كفيل أن يحول حياة أي شخص إلى جحيم لا أن يشل تفكيره فحسب ويصيبه بالتردد كما حدث معك، فأنا ألتمس لك بالغ العذر في عدم قدرتك على التفكير واتخاذ القرار المناسب فالمسألة برمتها لم تكن هينة على الإطلاق. ولكن يجب أن تحاولي قدر المستطاع أن تختلي بنفسك كلما سنحت لك الفرصة وتسأليها، هل أخي الذي وقف بجانبي وأيدني لا يستحق أن أثبت له أني جديرة بتضحيته من أجلي، ألا يستحق أن أؤكد له أن العناء الذي تكبده من جراء المشاكل التي تسببتِ فيها له لن يذهب هباء، هل والدتك التي وقفت بجوارك -ولو معنويا على الأقل- لا تستحق أن تردي لها الهدية وتبادليها الجميل وتنجحي وتتفوقي لتجعليها ترفع رأسها عاليا بهجة وافتخارا بك. الله عز وجل الذي لم يخيّب ظنك وجعلك تُدركين الكلية التي ابتغيتِها بعدما كنتِ على شفا أن تُرفضي منها، بالتأكيد المولى عز وجل يستحق أن تقدمي له كلمة شكر، ولأن المولى إله كل البشر فلا يمكننا أن نشكره كما نشكر البشر، بل نشكره بالفعل، تشكرينه عندما تنجحين بتفوق، تشكرينه عندما تثبتين للجميع أن ما حدث لك العام الماضي إنما هو ظروف استثنائية لن تتكرر. ولأني أنا شخصيا واحد من أولئك الذين لا تلين عقولهم لأي صنف من الحديث طالما لم يكن مدعما بالأمثلة الحية فسوف أسرد عليكِ مثالا حيا على واقعة مشابهة لواقعتك تلك، فقد كان لي صديقة في الجامعة كانت طالبة في كلية العلوم ولكنها لم توافق ورسبت في جميع المواد عدا مادة واحدة من أصل 12 مادة (مواد الترمين) ولكنها قامت بالتحويل إلى القسم الذي تقابلنا فيه (كلية الآداب قسم الإعلام) وأصبحت الأولى على شعبتي صحافة وعلاقات طوال الأعوام الأربع وتخرجت بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف وأصبحت الأولى على الكلية كلها بما فيها من 14 قسما وكرّمتها رئاسة الجمهورية. صحيح أن ظروف هذه الفتاة مختلفة بعض الشيء عن ظروفك ولكن عاملا مشتركا جمعكما سويا وهو الرسوب في السنة الأولى، هي رسبت؛ لأنها لم تكن مقتنعة بما تدرسه، وأنت رسبت لظروف حادثتك، إذن فالأمل حي يرزق على إمكانية بداية صفحة أخرى جديدة، صفحة بدون ذاكرة حتى لا يعلق فيها أي من آثار الماضي. في تقديري المتواضع أنتي لا تحتاجي سوى جلسة مطولة تجمعك ونفسك، كي تذكريها بشخصيتك الحقيقة بعيدا عن حوادث الماضي أو إحباطات الحاضر أو ضغوط الأسرة، استعيدي ذاكرة التفوق والإصرار استعيدي "أنت" التي فقدتِها في خضم هذا العام الأسود وفّقك الله إلى ما يحبه ويرضاه