اعترفت دولة السويد مؤخرا بشكل رسمي بديانة جديدة تدعو إلى حرية تبادل الملفات والمواد بين المستخدمين دون أي قيود أو مساءلة قانونية؛ حيث ترعى هذه الديانة كنيسة تبشيرية تُسمّى Kopimism (المشتقة من مصطلح Copy Me)، قام بتأسيسها شاب سويدي يدرس الفلسفة يُدعَى "إيزاك جيرسون" في عام 2010. ومن المعتقد أن فكرة تحويل حرية تبادل المعلومات والملفات إلى ديانة رسمية تأتي كمحاولة للاستفادة من الحماية التي يُوفّرها الدستور السويدي لأصحاب الديانات والمعتقدات المختلفة؛ حيث يمكن الآن لمعتنقي ديانة Kopimism أن ينعموا بقدر من الحصانة القضائية قد تمنع استجوابهم في قضايا متعلّقة بالتبادل غير القانوني للملفات؛ نظرا لأنها ضمن معتقداتهم الدينية، وهو ما اعترف به "جيرسون" مؤسس الديانة الذي يأمل أن يُساهم الانضمام لكنيسته في إيقاف محاكمة أو سجن كل مَن يقوم بتبادل الملفات بصورة غير قانونية. وعلى جانب آخر، أكّد بعض خبراء القانون أن الاعتراف بالكنيسة لا يعني بالضرورة الاعتراف بشرعية تبادل الملفات الذي ما زال حتى الآن عملا غير قانوني في القانون السويدي، كما أن الاعتراف الرسمي لن يعفي معتنقي الديانة الجديدة من المساءلة القانونية، ولكنه قد يعفيهم من الاعتراف على إخوانهم في نفس الديانة التي بدأت تُحقّق معدّلات انتشار ملحوظة؛ ففي الأشهر الستة الماضية ارتفع عدد معتنقي الديانة من ألف شخص إلى أكثر من 3 آلاف شخص. يُذكَر أن السويد تعتبر من أبرز دول العالم التي تحمي حرية الفكر والعقيدة؛ فكانت هي الدولة التي تأسّس فيها موقع "التورنت" الشهير خليج القراصنة Pirate Bay، وأيضا هي الدولة التي تأسس فيها حزب القراصنة Pirate Party في عام 2006، والذي نجح جناحه في ألمانيا في نَيْل 15 مقعدا في برلمان برلين، وكسب مقعدا في حكومة نفس الإقليم.