يبدو أنه دائما ولا بد لضحايا أن يسقطوا ولدماء أن تنثر على أسفلت الميدان حتى نعرف حكاية المكان، ويكون هو النجم الأوحد وربما أكثر ممن قُتِل وقَتل.. هكذا اكتسب شارع محمد محمود شهرته العالمية بدماء مَن قضوا على أرضه أو فقئت أعينهم في محيطه، وهكذا أيضا أصبح شارع الشيخ ريحان هو النجم الجديد لميدان التحرير، بعد أن سقط فيه وبجواره العشرات في أحداث الاشتباكات أمام مجلس الوزراء، ثم انتقال المواجهات إلى شارع الشيخ ريحان الذي تطلّ عليها حديقة مجلس الشعب. في البداية يجب علينا أن نعرف مَن هو الشيخ ريحان، فكما سبق وسألنا نفس السؤال مَن هو محمد محمود، وعرفنا أنه كان وزيرا وطنيا للداخلية التي تحوّلت للاستبداد والحكم بالنار والحديد، يجب علينا أن نعرف أيضا مَن هو الشيخ ريحان الذي على اسمه سمّيت واحدة من أهم شوارع القاهرة التي تطل عليها وزارة الداخلية وكنيسة قصر الدوبارة الإنجيلية، وكلمة الدوبارة نفسها إنما هي إشارة إلى مقر إقامة المعتمد البريطاني الذي كان يحكم مصر بصفته حاكما عسكريا. شارع الشيخ ريحان يبدأ بالضبط من عند ميدان سيمون بوليفار؛ حيث السفارة الأمريكية وكنيسة قصر الدوبارة التي تنقل احتفالاتها على الإنترنت مباشرة، ويتقاطع مع عدد من الشوارع المهمة؛ مثل: شارع منصور وشارع نوبار والفلكي وقصر العيني، ويمتدّ حتى قصر عابدين. ولكن يبقى السؤال مّن هو الشيخ ريحان؟ الشيخ ريحان هو السيد ريحان بن يوسف بن سعادة بن محمد المنيع الذي يصل نسبه للحسن السبط بن علي بن أبي طالب زوج فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولكن لماذا اختير هذا الشارع تحديدا كي يحمل اسم حفيد رسول الله؟ الإجابة بسيطة وهي أن هذا الشارع يحوي مسجد الشيخ ريحان، والمعروف باسم مسجد "الشيخ عبد الله" الذي يحوي جثمانه، ويزوره الكثير من مريديه حتى هذه اللحظة. ولم تتوقف شهرة هذا الرجل عند هذا الحد، بل سُمّيت منطقة درب سعادة (الواقعة خلف مديرية أمن القاهرة) على اسم والده ومثلها بطنطا، ومن المعروف أن نسب الشيخ ريحان في كل أنحاء الجمهورية معروفون ب"الرحاينة".