ذَكَرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن التيارات الليبرالية والناشطين السياسيين في مصر قد دفعوا ثمن عدم استعدادهم سياسيا إبان عهد الرئيس مبارك، وكانت النتيجة هي اكتساح الإسلاميين مجلس الشعب. وتُضيف الصحيفة الأمريكية -التي رأت في نتائج المرحلة الأولى من انتخابات مجلس الشعب مؤشرا لحصول جماعة الإخوان المسلمين على نسبة لا تقل عن 40% من مقاعد مجلس الشعب- أن وصول الجماعة الإسلامية للحكم في مصر من شأنه أن يكون أكبر خطوة تحققها الحركات الإسلامية في المنطقة؛ حيث إن مصر هي واحدة من أكبر دول المنطقة حجما وتأثيرا.
وتعتبر الجريدة حزب النور السلفي -الذي وصفته ب"الأكثر تشددا"، والذي يحرم معظم وسائل الترفيه تقريبا- هو المفاجأة الحقيقية في هذه الانتخابات؛ حيث حصد نسبا كبيرة جدا من الأصوات خلف جماعة الإخوان المسلمين.
وبحسب الصحيفة؛ فإن الولاياتالمتحدة تعتبر التقدّم الذي حققه الإسلاميون في مصر من شأنه أن يقلب النظام العالمي المُرسى حاليا في الشرق الأوسط بما تملكه من إمكانات؛ خاصة بعد أن فاز الإسلاميون في تونس والمغرب ولعبوا دورا مهما في مرحلة ما بعد القذافي.
وتعتقد نيويورك تايمز أن فوز كتلة إسلامية ضخمة كتلك في البرلمان الجديد يُعجّل من المواجهة بينهم وبين المجلس العسكري؛ حيث كانت الجماعات الإسلامية تُمني النفس بتشكيل حكومة جديدة من اختيارهم، ولكن المجلس أحبطهم بتأكيده على عدم صلاحية البرلمان الجديد لتشكيل الحكومة الجديدة، ولا حتى طرح الثقة عليها.
وتوقّعت الجريدة أن يدور صراع ثلاثي في البرلمان القادم بين التيار الإسلامي المتشدّد ونظيره المعتدل والتيار الليبرالي؛ ففي الوقت الذي تحاول فيه جماعة الإخوان المسلمين تجنّب إبداء أي رأي صريح فيما يتعلّق ببعض القضايا الفقهية؛ نجد أن الجماعات السلفية لا تتورّع عن إعلان رأيها صراحة في المعاملات البنكية، وبيع الخمور، وحظر بعض المواد الإعلامية؛ حتى ترشيحهم النساء بالقوائم الخاصة بهم هو في حقيقة الأمر جاء عن قهر وغصب؛ ولذلك وضعوها في ذيل القائمة حتى يتأكدوا من انعدام فرص نجاحها.