كتب: دينا حسن هاجم الدكتور يوسف القرضاوي -رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين- محاولة بعض القوى السياسية الاستئثار بالثورة ونسبها لهم، مؤكداً أن مصر ملك الجميع، ولا يجوز شخصنتها داخل أي فصيل سياسي. وقال القرضاوي -خلال حواره مع برنامج "العاشرة مساء" اليوم (الأحد)- إن المجلس العسكري جزء من مصر لكنه لا يمثلها، ويجب على جميع المصريين مساندته حتى تسليم الأمانة، موضحاً: "أقول للثوار لكم الحق في الاعتصام، لكن ذلك لا يمنع التصويت في الانتخابات؛ من أجل إنهاء المرحلة الانتخابية، ولينهي الجيش مهمته ويعود لثكناته". وأضاف: "التصويت في الانتخابات فرض ديني خاصة في المرحلة التي تمر بها مصر، ولا يجوز لأي مسلم الامتناع عن المشاركة السياسية"، مستشهداً بالآية الكريمة: {وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا}. ونفى القرضاوي في سياق حديثه ما يسمى بوجود المرشح الإسلامي، وأنما المرشح الأصلح لمصر، موضحاً: "نحن نختار الذي يحافظ على مصر ويعمل على إصلاحها، ويقدر على استيعاب متطلبات بلده، ولا يجب أن يكون هناك عداوة بين المرشحين". كما أكد أن مصر بحاجة إلى برلمان جديد تتحقق فيه الإرادة الشعبية يقودها للعمل النافع، وأنه لا يجوز بعد الثورة التي قام به المصريون ألا توجد وحدة بين أبنائها. وبسؤاله عن الخوف من التيارات الدينية المتشددة، علل ذلك التخوف بغياب المجتهدين في علوم الشريعة الإسلامية والبعد عن مقاصدها، موضحاً أنه لا يجوز التشدد في الدين وترويع البشر منه، مستشهدا بقوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}. وفي سياق آخر وداخل المشهد السياسي لمصر، أوضح القرضاوي أنه تغيّب عن مليونية نصرة المسجد الأقصى التي نظّمتها جماعة الإخوان المسلمين أول أمس (الجمعة) داخل الأزهر الشريف؛ خوفاً من فُرقة الأمة؛ لتعدد المليونيات والمطالبات داخل الميدان. وقال: "رفضت أن أشارك مع الإخوان، وأكون محسوباً على فئة سياسية دون الأخرى، ولم أسترح لغياب الإخوان عن مشاركتهم في مليونية واحدة مع باقي القوى السياسية". واستنكر وجود ثلاث مليونيات أول أمس، وعدم التوافق بين الجماهير على مطلب سياسي آخر، مؤكداً أن هذا يهدد مصر، ولا يقودها للعبور من المرحلة الانتقالية لها. وعن رأيه في اختيار المجلس العسكري للدكتور كمال الجنزوري رئيساً لحكومة الإنقاذ الوطني، تعجّب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين من اختيار رئيس وزراء من العهد البائد؛ على حد قوله. وقال إنه كان يجب على المشير طنطاوي أن يحترم رغبات الجماهير وييسّر عليهم، ويختار من تتوافق عليه القوى السياسية مثل د. محمد البرادعي أو د. عبد المنعم أبو الفتوح. كما أيّد القرضاوي خلال حديثه اعتصام الثوار داخل ميدان التحرير، ورفضهم لحكومة الجنزوري، موضحاً في الوقت ذاته أنه لا بد من التصويت في الانتخابات؛ حتى تفتح لمصر صفحة جديدة. واختتم الدكتور يوسف القرضاوي حديثه بدعوة المصريين كافة إلى العمل من أجل مصر، داعياً لهم: "اللهم فرّج كروبنا، واجمعنا على الخير، وأصلح قلوب المؤمنين جميعاً؛ حتى تكون خالصة لك ونافعة للبلاد".