تمكنت أجهزة الأمن بمحافظة سوهاج اليوم (الخميس) من السيطرة على بداية أحداث فتنة طائفية بين مسلمين ومسيحيين بقرية كوم غريب بمركز طما، عقب شروع راعي كنيسة للأقباط الكاثوليك بالقرية في إقامة قبة وأجراس أعلى مبنى خدَمي ملاصق للكنيسة؛ تمهيدا لضمه إليها. وأوردت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن اللواء عبد العزيز النحاس -مدير أمن سوهاج- قد تلقى بلاغا من 3 أشخاص مسلمين بقرية كوم غريب مركز طما بقيام القس يوسف فوزي زكري -راعي كنيسة السيدة العذراء للأقباط الكاثوليك بالقرية- ببناء أعمدة خشبية أعلى المبنى الخدمي الملاصق للكنيسة, وشروعه في إقامة قبة وأجراس أعلاه. من ناحية أخرى، عادت الحياة إلى طبيعتها بقرية "أولاد خليفة " بمركز دار السلام، عقب نجاح أجهزة الأمن بسوهاج -بالتعاون مع كبار عائلات "الهوارة" والعُمَد والمشايخ- في فض النزاع بين قريتي الهوارة وأولاد خليفة. حيث كانت مشاجرة قد وقعت بين القريتين؛ بسبب خلافات سابقة بين سائقي سيارات الأجرة بالقريتين على أولوية تحميل الركاب، أسفرت عن إصابة أربعة أشخاص من كلا الطرفين، وعقب ذلك فرَض الهوارة حصارا على قرية "أولاد خليفة"، وتبادلوا إطلاق النار على مدى الأيام الخمسة الماضية؛ مما نتج عنه سقوط قتيلين من قرية "أولاد خليفة" وقتيل من قرية "أولاد يحيى"، وإصابة 22 شخصا من كلا الطرفين. وقد تم السماح لأهالي قرية "أولاد خليفة" بدفن جثتي الطالبين حسام إبراهيم (15 عاما)، وأحمد الديب (19 عاما) اللذين سقطا خلال الأحداث، وهما من أبناء القرية في المدافن الواقعة بنطاق قرية "أولاد يحيى الحاجر". في حين أعلن كبار عائلات "الهوارة" أنه سيتم دفن جثة ياسر أحمد درويش (25 عاما) -عامل من هوارة بقرية "أولاد يحيى"- الذي توفي مساء أمس؛ إثر إصابتة بطلق ناري خلال الأحداث منذ يومين. وصرّح اللواء وضاح الحمزاوي -محافظ سوهاج- بأنه قد أُجريت بعد عصر اليوم مراسم دفن قتيليْ قرية أولاد خليفة بحضور الأجهزة الأمنية وكبار عائلات الهوارة وعُمَد مشايخ قرى مركز دار السلام وعدد كبير من أهالي القريتين، دون حدوث ما يُخلّ بالسلم والأمن العام بين الطرفين؛ مؤكدا البدء جديا في مساعي الصلح بين الطرفين، بالتعاون مع الوسطاء وكبار العائلات. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن شهود عيان بأن شباب عائلات الهوارة قد تجمعوا الليلة الماضية عقب علمهم بمصرع ابن عمهم، وحاولوا تصعيد الأمور مرة أخرى؛ لولا تدخل كبار عائلات الهوارة والمشايخ وأئمة المساجد، وإسداء النصح، وإلقاء الخطب الدينية. وأكد الشهود أن الحياة قد عادت إلى طبيعتها اليوم بقرية "أولاد خليفة"، وأن عربات نقل محملة بأنابيب البوتاجاز وأخرى محملة بالسلع الغذائية والتموينة قد دخلت القرية، وأن مزارعي القرية عادوا لمباشرة زراعاتهم داخل الحقول؛ فيما استأنف الأهالي نشاطهم.